رقية دودو.. حكاية أول سبيل نسائي في مصر العثمانية
الآثار الإسلامية الأسبلة العثمانية الأوقاف الخيرية التاريخ العثماني الدرب الأحمر العمارة العثمانية القاهرة التاريخية المرأة في العصر العثماني تراث القاهرة ترميم الآثار رقية دودو سبيل رقية دودو سوق السلاحCairo 360
لو عديت في شارع سوق السلاح في حي الدرب الأحمر، هتلاقي مبنى أثري مميز اسمه سبيل رقية دودو، عمره أكتر من 260 سنة، وبيعتبر واحد من أهم معالم العصر العثماني في القاهرة. مش بس بسبب زخارفه الجميلة وتصميمه الفريد، لكن كمان لأنه أول سبيل عثماني اتعمل باسم امرأة، وبيعكس مدى مشاركة السيدات في العمل الخيري وقتها. بس مين هي رقية دودو صاحبة السبيل ده؟
بحسب دراسة للدكتور محمود حامد الحسيني بعنوان “الأسبلة العثمانية في مدينة القاهرة 1517-1798م”، رقية دودو هي بنت بدوية شاهين، وحفيدة الأمير رضوان بك. كانت واحدة من محظيات القصور العثمانية، وهو اللقب اللي كان بيتقال على السيدات اللي بيشتغلوا في خدمة الأمراء ورعاية الأطفال داخل القصور. وبعد وفاتها، اتعمل السبيل والكتاب اللي فوقه صدقة جارية على روحها سنة 1761م، الموافق 1174هـ.
تصميم فريد وزخارف عثمانية
السبيل ده مش مجرد مبنى أثري، لكنه تحفة فنية بجد. الواجهة بتاعته حجرية ومقوسة على الطراز العثماني، وفيها ثلاث شبابيك مصنوعة من مشربيات حديدية مزخرفة بزخارف نباتية. أما الجزء العلوي، فبيضم كتاب، والواجهة نفسها مزينة بزخارف رومي وهاطاي تركية، مع بلاطات خزفية بتصميمات مميزة.
والتفاصيل الجمالية مش بتقف هنا، لأن التصميم بيحمل لمسة أنثوية واضحة، زي المقرنصات الرقيقة، والزخارف اللي فيها شكل نهدين على الجانبين، خارجين من فازة نحاسية، وبيتحاوطوا بفروع نباتية منحنية، كأن الفنان كان عايز يرمز للأنوثة في تصميم المبنى.
السبيل مسجل ضمن الآثار برقم 337، وفي سنة 2021، قامت وزارة السياحة والآثار بترميمه ضمن مشروع إنقاذ 100 مبنى أثري بالقاهرة التاريخية. الترميم كان بالتعاون مع تفتيش آثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة، وتحت إشراف الإدارة العامة لمشروع تطوير القاهرة التاريخية، عشان يفضل شاهد على روعة العمارة العثمانية في مصر.
مش بس السبيل، لكن رقية دودو ليها أثر تاني وهو مدفنها أو قبتها في منطقة عين الصيرة بمقابر الإمام الشافعي، والمسجلة برقم 388. للأسف القبة دي في حالة سيئة بسبب الإهمال وارتفاع منسوب المياه الجوفية، وده بيهددها بالاندثار لو مفيش تدخل سريع للحفاظ عليها.
حكاية رقية دودو بتوضح إن السيدات في العصر العثماني كان ليهم دور بارز في العمل الخيري والتأثير في المجتمع، وإن حتى لو مكانهم كان جوه القصور، قدرت أعمالهم تفضل عايشة لمئات السنين. وسبيلها النهاردة واحد من العلامات المميزة في تاريخ القاهرة العثمانية.