-
43 طريق مصر حلوان الزراعي
-
هندي
-
-
12 ظهراً - 1 صباحاً -
Waleed Abuarab
مش بسهولة هـ تلاقي مطعم هندي في شوارع القاهرة، لازم تبقى مذاكر المنطقة اللي أنت رايحها كويس وعارف أن فيها فندق أو ساحة طعام فيها مطبخ هندي، علشان كده بـ نكتب باهتمام خاص في كايرو 360 لما نقع في مطعم مش تقليدي زي الهندي أو اليمني أو الإيراني. «النيل بوخارا – Nile Bukhara» مطعم هندي عريق “بقى له أكثر من 20 سنة” موجود في طريق مصر حلوان الزراعي قبل كورنيش المعادي بخطوات قليلة. صحيح الشارع تجاري ومليان محلات، لكن «بوخارا» موجود على الصف الهادئ اللي مش فيه أي حاجة، وله بوابة خشبية عتيقة ولافتة باهتة هـ تميز المكتوب عليها بصعوبة.
رغم البرد الشديد في الشارع بره إلا أن بمجرد ما دخلنا من البوابة وقفلنا الباب وراءنا حسينا بدفء غريب وغير مبرر، مافيش تكييف أو دفايات، مافيش تفسير غير حرارة الأكل الهندي نفسه والتوابل اللي بـ تسخن الجسم، صحيح إحنا لسه ما أكلناش! لكن ده اللي جاء في بالنا ساعتها. التأثير النفسي للمكان قوي جدًا، كل حاجة فيه هندية بجد، المفروشات والديكورات والإكسسوارات اللي على الجدران والتماثيل العجيبة، حتى لمسنا بعض مواضع الفقر في المفروشات والأثاثات المتهالكة، علشان يكتمل الطابع الهندي بكل تفاصيله، لكن مش قادرين نخفي انزاعجنا من الموسيقى الرديئة اللي كانت شغالة في المحل، إيقاعات هندية رتيبة وكئيبة وكأن هي دي الموسيقى الهندية، مع أن الموسيقى الهندية غنية ومرحة جدًا، يا ريت يعيدوا النظر في موضوع الموسيقى ده. الهدوء الشديد هو سمة المكان، وضيوف المطعم غالبًا من الأجانب أو ده اللي لاحظناه وقت زيارتنا.
هـ نقول لكم شوية من أسماء الأطباق الموجودة هنا: كاشمير سلاد، لامب ڤيندالو، كباب ريشمي، دجاج نوابي، تاندوري، خضار جلفاريزي. لو مش متخصص في الأكل الهندي اعمل زينا واطلب ترشيحات الويتر، أو اطلب أشهر طبق في المطبخ الهندي وهو أي حاجة بتوابل الماسالا، دجاج أو بيف أو لحم ضاني، ولازم تأخذ أرز برياني بالخضار متسوي على البخار، ولو فيه شوربة ما تفوتهاش. للأسف ما كانش فيه شوربة وقت زيارتنا، فطلبنا وجبة كاملة من دجاج التكا ماسالا الشهير (77 جنيه) بـ يبقى فيها قطع الدجاج في صوص الطماطم المشبع بتوابل الماسالا الحارة، أو علشان الدقة الأكل الهندي مش حار بس! هو مليان بهارات وتوابل تخليك تدمع طوال الوقت، لكن مش هـ تحس أنك اتلسعت والنار طالعة من ودانك، الشطة بـ تتسلل لوجدانك لو جاز لنا التعبير، هـ تحس أنك عاوز تكمل ومش قادر تقاوم المذاق، أو هو ده اللي حصل معانا.
الشيف الهندي اللي هنا عارف هو بـ يعمل إيه، وبـ يقدر يعطي الانطباع السليم عن المطبخ الهندي. بجانب الدجاج كان أرز برياني، وفيه معجون أشبه بشوربة العدس، لكن العدس الأسمر اللي بجبة، وبطاطس مسلوقة مرشوش عليها شطة بجد بقى مش مجرد توابل، وسلاطة خضراء عادية. كل حاجة كانت حلوة في الوجبة دي ماعدا أن الكميات فيها كانت قليلة شوية بالذات الدجاج. طلبنا طبق رئيسي ثاني من لحم البيف المشوي على الجريل وبـ يُقدم بطريقة الـ Sizzling زي الفاهيتا (74 جنيه) وفيه قطع اللحم الغرقانة في التوابل بـ تتحط على أسياخ مع الفلفل الملون والبصل والبطاطس، طبق عظيم ومناسب جدًا للتعرف أكثر على المطبخ الهندي ومذاقه المتفرد.
بجانب الأطباق الرئيسية طلبنا مجموعة من الخضروات المحمرة أو الباكوراس على سبيل المقبلات (23 جنيه) ومنها كرات السبانخ وحلقات البصل وشرائح البطاطس المقلية، وتأكد أن أي حاجة بـ تقرأ اسمها هنا وتبدو مألوفة لك، فهي مختلفة تمامًا لما يتم تقديمها في مطعم هندي، بس هـ تعجبك ده أكيد لأن المطبخ الهندي أصيل وفيه الطابع الشرقي المحبب للعرب والمصريين. وما تنساش تحلي بـ “جالوب جامون” أو الزلابية الهندي زي ما الجرسون ريح دماغه وقال لنا، رغم أنه المفروض يقول لنا هي إيه بالضبط قبل ما نطلبها، جايز ما تعجبناش الفكرة. المهم هي كانت كرات من العجين باللبن مغطاة بمشروب العسل (21 جنيه) وكانت نهاية ظريفة لوجبتنا في «بوخارا».
الخدمة محترفة لكن لو باين عليك من أنك مش من الزبائن المعتادين للمكان الجرسون هـ يحسسك بده من اللحظة الأولى، والود بـ يبقى مصطنع ودي حاجة ضايقتنا، ورغم أنه كان واضح أنه مش على طبيعته لكن حسينا أن بـ يتصرف بطريقة “مش هـ تعرف تمسك عليا غلطة” وده أكيد خلانا مش مستريحين في التعامل مع الويتر الوحيد اللي كان في المكان، نتمنى يكون إحنا بـ يتهيأ لنا.