The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

عرفنا مطعم «جوة البحر» من إعلان كان منشور في جريدة المعادي المطبوعة اللي بـ تصدر كل أسبوع وبـ تتوزع مجانًا في المعادي وضواحيها، إعلان في الصفحة الأولى على مساحة كبيرة أعطى لنا الانطباع أن المكان كبير ومشهور وموجود في مكان حيوي وبالتالي أسعاره غالية، لكن لما ركزنا في العنوان لاقينا أنه أقرب لمنطقة صقر قريش بالقرب من طريق الأوتوستراد بالمعادي، وبالتحديد أمام مبنى الضرائب العقارية الشهير بين منطقة صقر قريش وأطراف المعادي. وطبعًا مساحته صغيرة وفي شارع هادئ أقرب للمناطق السكنية الشعبية، لكن نظافة المكان والاهتمام بأناقته خلتنا مستريحين للتجربة من بدايتها، ودخلنا صالة الطعام الصغيرة “والمكيفة” وبدأنا نتفرج على المنيو اللي مش بـ يفرق أي حاجة عن أي مطعم مأكولات بحرية 5 نجوم من حيث الأصناف، لكن أكيد بـ يفرق من حيث السعر، اللي بـ يبقى أقل بشكل ملحوظ، وما كانش فاضل غير جودة الطعام نفسه ومستوى الخدمة.

صالة الطعام بسيطة وديكوراتها باللون السكري والأسود، فيها تليفزيون صغير وكاونتر كبير عليه أواني الشوربات والأرز اللي ما كانش بـ يستخدم وقت زيارتنا. القعدة مريحة، وروقان المحل وقت زيارتنا خلانا نحس أننا في عزومة في بيت وأن الشيفات بـ يطبخوا لنا الأكل مخصوص، بالذات مع الاحتفاء الزائد والضيافة المميزة، عملنا الأوردر بتاعنا وقعدنا ننتظر الأكل بفارغ الصبر.

المنيو فيه وجبات جاهزة للتيك آواي زي مطاعم الأسماك الشعبية، أرز وفيليه وسبيط وجمبري بأسعار من 20 لـ 25 جنيه، وبـ يعمل ساندويتشات من 10 لـ 15 جنيه. لكن لو عاوز وجبة كبيرة ومحترمة ممكن تطلب أطباق من أي نوع سمك بطريقة التسوية المفضلة مع الجمبري الأكبر حجمًا والكاليماري بأسعار من 80 لـ 120 جنيه، وفيه مكرونات وأرز وشوربة وملوخية وسلاطات متنوعة.

طلبنا سمك دنيس (الكيلو بـ 90 جنيه) مشوي بطريقة مبتكرة قال لنا عليها صاحب المكان اللي جاء يأخذ الأوردر بنفسه، وواضح أنه متخصص وله باع في عالم المأكولات البحرية، والتسوية بـ تبقى بنكهة ورق العنب مع الزيت والليمون. وطلبنا جمبري كبير (الكيلو بـ 160 جنيه) وشوربة كريمة بالسي فوود (25 جنيه) وأرز بالجمبري بالجبنة الموتزاريلا الحجم الوسط (15 جنيه) والسلاطات بـ تنزل كلها كده كده مع الأوردر وأي طبق سلاطة بـ 2 جنيه.

الأكل تأخر كثير، والخدمة مش محترفة زي ما كنا متوقعين، لكن نسينا فترة الانتظار الطويلة لما الأكل بدأ ينزل وعرفنا أن الصنعة هنا حكاية، مذاق خطير وتتبيلة مخدومة لكل طبق، من أول الشوربة بالتقلية والزعتر والنعناع لحد الجمبري السويسي البلدي الغني باللحم، وتتبيلته الخطيرة بالطماطم والبصل والكرفس، والسمك الدنيس باللون الفضي المميز واللحم الأبيض الغرقان في مزازة ورق العنب والليمون، والأرز بالجمبري بالموتزاريلا السايحة عليه جوه الفرن وهو اختراع ظريف من «جوة البجر»، الحقيقة الأكل كان أكثر من رائع، التسوية مثالية والخلطات مخدومة بكمية كبيرة من الخضروات والتوابل، يمكن السلاطات بس هي اللي كانت عادية، لكن الباذنجان المخلل مشكلة لواحده، ممكن تقعد تأكل منه بالعيش لحد ما تشبع.

«جوة البحر» يبدو مطعم سمك عادي في منطقة مش حيوية، لكن هو معتمد على خدمة التوصيل أكثر من خلال وجوده على صفحات مواقع توصيل الطلبات وصفحات المجلات والمطبوعة، واحنا أكيد بـ نرشحه أكثر في خدمة الدليڤري لأن الوصول للمطعم نفسه صعب شوية، والمكان مش مجهز لاستقبال الزبائن بالشكل الأمثل، والحمام ما كانش بالنظافة الكافية كمان. لكن تجربة الأكل هنا كانت مميزة بعد كل حاجة.