-
واقعية
-
من الآن
-
عربي عربي
-
25 EGP
-
مكتبات وسط البلد، ومكتبات ديوان
Ahmed Abd El Gawad
يا سلمى:
هى الفتاة اللطيفة.. هى المرأة الخالدة.. هى الأنثى فى كل تجليها.. هى الأم لو شفتها من المنظور ده.. هى حالة من البكاء.. وحالة من استنزاف المشاعر.. وحالة من الحب.. ومن الوجد.. ومن الحياة الكئيبة والسعادة المستخبية بين السطور.. هى موضوع مختلف بجد.. هى سلمى البطلة اللى بـ يبعت لها البطل كل رسايله وهى مش بـ ترد على أى رسالة.
البطل:
هو الحاير والتعبان، هو أشبه بصوفى عاشق.. بـ يدور على فكرة الحب فى سلمى.. بـ يدور على الوصل، على الحالة اللى حبها معاها.. بـ يدور على شغفه بالحياة والناس والمجتمع والسلام والحرب والمجتمع.. بـ يدور على التفاصيل الصغيرة اللى مش بـ تبان إلا لما نشوفها مع باسم اللى بـ يشيل خبرة سنين الكتابة ويحطها على لسان بطله اللى بـ يكلمها عن كل حاجة بـ يحسها عن حياته وعن كل اللى نفسه يقوله لها وعن ذكرياته معاها.. عن الناس اللى بـ يحبهم وبـ يحكى عنهم.. وكأنها عايشة معاها مش مجرد رمز بـ يبعت له رسالة.. باسم قدر أنه يصنع حالة حزينة فى مجموعة رسايل متجمعة علشان تقول أن فيه ميلاد جديد لفن الرسايل ولد معاه من ثانى.
الرسايل:
فن الرسايل واحد من الفنون القديمة لكن الالتفات لها مش كثير فى أدبنا مع أنها فن بـ يشيل من الشاعرية الكثير.. ولو دورت فى التراث العربى هـ تلاقى فن الرسايل موجود عند كبار الأدباء والصوفية اللى اتسجلت رسايلهم باعتبارها فن أدبى.
وده راجع لحلاوة اللغة عندهم وكمان للتعرف على مزاجهم وحياتهم الشخصية كانت عاملة إزاى.. أما عند باسم فهى حالة إنسانية بـ تشيل بُعد التأليف وخلق شخصيات جديدة بـ تظهر من خلال الكلام على لسان بطل.. كأنها رواية مسلسلة أو كأنها حالة من البوح بـ يقدر باسم من خلاله يفرد لنا مزاجه الكتابى وثقافته كمان عن طريق فرد رأيه عن كتابات قديمة وحديثة وعن أدباء وشعراء وروائيين وفلاسفة ومثقفين.. عن حياة كاملة متخيلة.. وكل ده بـ يعمله بلغة هادية لها شعور وكأن اللغة نفسها طوعت حروفها وأصواتها علشان تحكى معاه “الهم” اللى عايشه البطل وهو بـ يكلم سلمى وهو بـ يبوح ويقول عنها وعن حبه.
كمان ما نقدرش ننسى “المزاج العام” للنص وهو حالة الحب الشديدة والعشق الفريد اللى بـ تطلع منه من الرسايل أنه يرجع لنا كلاسيكيات الحب لشخص قادر يكتب كل الكم ده من الرسايل لحبيبته ويقول لها كل اللى نفسه فيه.. هى حالة هـ تخليك نفسك تكون البطل.. ونفس كل أنثى تكون سلمى.
هـ نسيبكم مع الجزء ده من الكتاب:
“الوحدة يا حبيبتي مزاج الأنبياء، أنت تؤمنين بما قاله هيمنجواي عن الوحدة وكراهيته لها مع أنه عاش وحيدًا ومات وحيدًا، ولم يكن بالقوة التي تجعله يتغلب عليها ويعيش غيرها أو يعيشها ويتفاعل معها كتمرين يومي علي الطبخ ولعب الكرة والصيد، أنا متقلب المزاج يا عزيزتي ولا أملك يقينًا نحو ما أقول، قد أبدله كل لحظة، ولا أعلم من أين لهؤلاء هذا اليقين”.