-
ديوان شعر
-
من الآن
-
عربي عربي
-
10 EGP
-
فى مكتبة روعة بوك ستور بالزمالك ومكتبات وسط البلد
Samah Nageh
“للفراش دم” ديوان شعر فصحى للشاعر محمد حمدى، بـ يضم 17 قصيدة شعرية.. من أول وهلة العنوان إما أنه يثير الفضول للدخول فى الديوان أو يثير المشاعر إذا كنا على دراية بما يعانيه الفراش من ظلمنا ونحن نستمتع به ونحتفظ به بين طيات مذكراتنا.
القصائد بشكل عام تسيطر عليها العاطفة حتى لو حسينا بشوية فلسفة بين السطور، وخلال الديوان الشاعر عاوز يقول لنا أن التفاصيل الصغيرة اللى ممكن أغلبنا ممكن يتجاهلها فى حياة الآخرين ممكن جدًا تكون هى حياتهم كلها أو حياة ناس غيرنا بـ يقدروها.
وبـ يبدأ الديوان بالقصيدة اللى الشاعر سمى باسمها الديوان “للفراش دم” وبـ يقول فيها:
“للفراش دمُ
والفراغُ
تصاوير بعث مؤولة
والحقول بلاد بلا زارعين
وللأرض حق اللجوء إلى بذرة
ارتجأتها المقادير”.
فى القصيدة دى هـ نلاقى أن الشاعر بـ يوجه رسائل قصيرة عن تفاصيل فى حياتنا نتجاهلها بالرغم أهميتها فى حياتنا وبـ يرمز للتفاصيل دى بحاجات تبان فى ظاهرها ثانوية ولكنها فى الحقيقة هى أساس زي “الأرض والفراغ والفراش والبذرة” وبـ يرمز للمتحكم فى التفاصيل دى كلها بـ “القدر”.
بعد كده هـ تقابلنا فى الديوان قصيدة بعنوان “أبى”، لما نقرأها أول انطباع عنها أنها بـ تتسلل للمشاعر بشكل سريع جدًا وهـ نحس أننا مش محتاجين غير نقرأها مرات ثانية وبـ يقول فيها الشاعر:
“لا أراه
فى القصيدة
لا أراه
و ها أنا للتو
أكمل عامى العشرين
هل أحداقى الملأى به
فى كوكب الزيتون
لا تقوى على لون سوى لون المحبة
والحياة
….
عذرًا يا أبى
فهناك لون آخر للموت يصبغه العناء”.
فى القصيدة دى هـ نحس من انسيابية الألفاظ وبساطتها كأنها مش فصحى وكمان دى من نوعية القصائد اللى لما نقرأها تظل جمل منها عالقة فى أذهاننا زى مثلاً جملة “فهناك لون آخر للموت يصبغه العناء” وكأن الشاعر عاوز يقول لنا أن فى الحياة أحياء كثير أموات.
من حيث الصور الجمالية هـ نلاحظ أن الشاعر بـ يختصر التصوير الجمالى فى إبداعه لتشكيل الجملة الشعرية زى مثلاً لما الشاعر يقول: “عذرًا يا أبى فهناك لون آخر للموت يصبغه العناء” هـ نلاحظ بساطة فى تركيب الجملة وبساطة فى تشكيل الصورة دون الإنقاص من تأثيرهما على القارىء لأن نوعية الجمل دى تظل عالقة فى ذهن القارىء لفترات طويلة.
وخلال الديوان تستوقفنا قصيدة ازداد الإمتاع فيها وهى “الشعر أحلى” بـ يقول فيها الشاعر: “هو الشعر
يشبه أن تمسك الكون من شعره
وتقول: “أنا” وسواى فراغ
وتقسم أنك
أوتاد أرض
وأعمدة للسماء.
وفى النص ده تحس بعبقرية الشاعر والعبقرية دي يفهمها أكثر الشعراء مثله خاصة فى جملة “هو الشعر يشبه أن تمسك الكون من شعره” لأن الجملة دى بـ تؤثر فى نفس الشعراء كثير وبـ يحسوها كثير لما يكتبوا جملة شعرية ويحسوا أنها مؤثرة.
ولما نقرأ الديوان للنهاية هـ نقابل كثير من الجمل الشعرية المدهشة وكثير من القصائد المؤثرة فى النفس.
