-
رجاء عالم
-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
95 جم
-
مكتبات ديوان والشروق وألف
Rehab Loay
رواية “طوق
الحمام”.. يمكن لما تسمع اسمها تخلط بينها وبين كتاب مهم جدًا اسمه “طوق
الحمامة” اللي كتبه ابن حزم الأندلسي واللي بـ يعتبر أدق كتب العرب في دراسة
الحب ومظاهره وأسبابه، علشان كده دعوتنا هنا أن لو عندك وقت تقرأ الرواية، يا ريت
تحمل كتاب ابن حزم الأندلسي من أي موقع تحميل كتب وهـ تستمتع بالاثنين، الكتاب
النادر “طوق الحمامة” اللي حجمه مش كبير، وبالرواية اللي بـ نحكي لكم
عنها النهاردة واللي كتبتها الروائية السعودية رجاء عالم.
لو قرأت الكتابين هـ تلاقي
نفسك بـ تقارن بين حال اللي بـ يحبوا في الكتابين، وهـ تلاقي نفسك بـ تقول شتان
بين الحالتين، بين حب زمان وحب دلوقتي، وظروف زمان وظروف دلوقتي، زمان في كتاب ابن
حزم كان فيه لوعة للعشاق بسبب اللي بـ يحبوهم، إنما دلوقتي العشق الأكبر بقى من
نوع ثاني له علاقة بالأرض اللي عايشين عليها، وفي روايتها بـ تحكي رجاء قصة حب مع مكة
اللي تغيرت كثير، والعاشق هنا مش واحد، دول كثير قوي، رجالة وستات وشباب شايلين
أحلامهم في قلوبهم مع حبهم للأرض، ومش البشر فقط، لأ، وكمان الجماد والحيوان، ولحد
الزبالة بـ تحب الأرض، وكالعادة فيه عُزال، لكن على قد ما المحبين كثير، على قد ما
العُزال كثير برضه، بـ يشوهوا عراقة أم القرى، وبـ يتاجروا بالدين، ويبيعوا الوهم.
الرواية ضخمة جدًا،
566 صفحة، كان ممكن يبقوا 800 صفحة لو مش مضغوطين، وده يخلينا نرشحها للقراء اللي
نفسهم طويل ويقدروا يقطعوا مسافات قراءة في وقت قليل، ويهمهم يقرأوا رواية حلوة،
فيها لغة وأفكار ومعلومات، وصور تنقلهم من مكانهم لأماكن ثانية.
رجاء لها 10 روايات،
لكن الرواية دي خلتها تفوز بجائزة البوكر مناصفة مع الكاتب المغربي محمد الأشعري
عن روايته «القوس والفراشة»، وبـ تدور أحداثها بين مكة وجدة والطائف، ومناطق ثانية
لحد مدريد في أسبانيا، بـ تحكي فيها عن الحياة في السعودية إزاي تغيرت.
هـ يلفت نظرك في
الرواية اللغة وقد إيه متأثرة بالقرآن الكريم، وطول ما أنت ماشي، رغم المسافة
الكبيرة اللي هـ تقطعها في القراءة، لكن هـ تلاقي رجاء بـ تسرد الرواية بلغة وطريقة
تجذبك أنك تكملها، وهـ تلاقيها محتفظة بتركيزك رغم عدم توالي الأحداث بسرعة كبيرة.
وأنت بـ تقرأ هـ تلاقيها
بـ تتكلم على لسان حاجات كثير، مرة على لسان بنت بـ تفتكر جدتها، ومرة بلسان زقاق
صغير بـ يحكي لك تاريخه ويكلمك عن نفسه.
لما تبدأ الرواية
عمرك ما هـ تحس بالملل، لأن المؤلفة مقسماها لعناوين فرعية كثير جدًا، ده غير
تقسيمة الفصول، و الرواية باختصار بـ تدور حول جريمة قتل بـ تقع في زقاق “أبو
الرؤوس” أفقر شوارع مكة، وبـ يتولى الظابط ناصر التحقيق فيها، وبـ نشوف
شخصيات تظهر لنا وتتكلم عن نفسها ورؤيتها لبلدها، كل واحد على طريقته، ومن بين
الشخصيات يوسف الصحفي، وأمه صبابة القهوة، ومعاذ المصور، و خليل الطيار الممنوع من
مزاولة المهنة، وشخصيات ثانية.
العجيب أن الشخصية
الرئيسية في العمل هي “زقاق”، بـ يحكي لك الحكايات، ويرصد تحركات الناس،
وحكايات العشق، وأسرار البنات، وحكايات من الماضي والحاضر، بـ يعبر لك عن حزنه من
التشوه اللي بقى في كل حاجة في مكة المكرمة، بعد ما بقى غرض الاستثمار والكسب تحت
دعاوى التطوير أكثر من اللازم، لدرجة أنهم غيروا الاسم التاريخي للزقاق اللي بـ
يحكي لنا حكايته من “أبو الرووس” لـ “درب النور”، فـ يقول لك:
“التطوير هنا رهيب.. مليارات تصب مع كل طلعة شمس هنا، الشركات العملاقة هي
دولة كونية خارجة عن قوانين الدول، آخرها عقد بثلاثة مليارات دولار لشركة الإيلاف
القابضة لاستثمار جبل هنا وآخر هناك.. لو خرج أبو الرووس في نزهة بمكة سيظن أنه
بعث بنيويورك”.