-
جون ميلتون
-
ديوان شعر
-
من الآن
-
عربي عربي
-
15 جم
-
فى مكتبات الهيئة العامة المصرية للكتاب
Ahmed Abd El Gawad
ملحمة كبيرة جدًا من المستحيل أن نحيط بها فى عرضنا
المبسط هنا، علشان كده إحنا هـ نقول لكم إشارات سريعة عن ملحمة الفردوس المفقود
لشاعر الإنجليزية العبقرى جون ميلتون، واللى كُتبت فى القرن السابع عشر فى 10565
بيت، وبـ تحكى عن أشياء كثيرة جدًا فى إحالات مستمرة للكتاب المقدس خاصة التوراة،
لكن جون ميلتون له رأى مختلف فى كتابته على الدوام.
بـ يبدأ الملحمة عن عصيان الإنسان الأول “آدم”
وأكله من الشجرة المحرمة وإزاى فقد الفردوس “الجنة”، وبعدين بـ يبدأ
يتكلم عن السبب الأول لسقوط الإنسان من الفردوس، وهو الثعبان أو إبليس عدو الإنسان
الأول، وإزاى طُرد إبليس برضه ونزل مكان كله ظلام ومعاه جيشه الكبير، واللى منه
أسماء بعض الأصنام اللى كانت موجودة فى شبه الجزيرة العربية، المهم الجيش كله
مذهول إزاى بعد ما كان فى الأنوار وجنب الفردوس نزل للظلام وبحيرات الجحيم زى ما بـ
يوصف الشاعر، وإبليس بـ يطمنهم أن فيه أمل كبير فى استعادة الجنة، لأن النبوءة
القديمة بـ تقول: “إن الله يوشك أن يخلق عالمًا جديدًا ونوعًا جديدًا من
المخلوقات هـ يكونوا السبب فى رجوع إبليس وجيشه لجوار الفردوس من جديد”.
ويدور الحديث حول موضوع أن فيه جانب عاوز يعمل حرب
لاستعادة الفردوس وفيه اللى بـ يمانع، وبـ ينتهوا للرأى الثالث أنهم يتأكدوا من
النبوءة الأول، ويبدأ إبليس رحلته لأبواب الجحيم علشان يتأكد من صحة النبوءة ويعرف
أنه لازم يعدى الهوة العظيمة اللى بـ تفصل بين الجنة والجحيم.
ويدور الكتاب حول فكرة الخطيئة وإزاى الإنسان بـ يخطئ مع
أنه خلق حر وقادر على مقاومة الإغواء والإغراءات، وإبليس يحاول يغوى آدم علشان يأكل
من الشجرة المحرمة، ويؤكد الشاعر أن الرب أعلن أنه هـ يصفح عن الإنسان وخطيئته،
لكن على الإنسان الأول تحمل نتيجة أخطائه، وفى الوقت ده الملائكة بـ يغنوا وينشدوا
الترانيم، وإبليس لسه على أبواب الجنة عاوز يدخل ويغوى الإنسان وداخله مشاعر خوف
وحسد ويأس، لكنه بـ يقرر الشر وبـ يعرف حارس الجنة “جبرائيل” بالموضوع
وبـ يجمع كتائبه ولكن إبليس بـ يكون تحول إلى شكل الأفعى ووسوس لحواء فى أذنها
بالغواية.
كل اللى فات كان مختصر سريع ولسه فيه طبعًا حروب ومعارك
وجيوش فى السماء والأرض، بـ تجذب انتباه القارئ بشكل كبير، والغريب فى “الفردوس
المفقود” أنه بـ يعتمد على تصوير إبليس باعتباره شخصية مستقلة لها تفكيرها
وحياتها الخاصة، وأنه كمان عنده طموح عالى فى الوصول إلى الفردوس، ويمكن السيطرة
عليه كمان، ومعاه فى التفكير ده مجموع من الملائكة بـ يساعدوه وهم اللى كونوا
الجيش الظلامى اللى بـ يحاربه الملاك جبرائيل وينتصر عليه فى مكاشفة مهمة لانتصار
الخير على الشر، أو باعتبار ثانى تقدروا تقولوا أنها المعركة الأولى اللى فيها كان
لازم الخير تبقى له الزعامة، معركة الخير بمساعدة ملائكة الخير، ضد قوى الشر اللى هُزمت
وكان مكانها الجحيم.
لازم نعتبر كتاب “ميلتون” بشكل أو بآخر
“كتاب إرشادى” لأن ميلتون بـ يحاول فيه يصنع علاقة جديدة بين العبد
والرب، وعلشان يعمل ده بـ يبدأ من الأول من الأصل، بـ يبدأ بالتنظير لأول علاقة بين
العبد والرب علاقة آدم بالله، وبـ يأصل فيه لفكرة الإرادة الإلهية والإرادة
البشرية وأن كل الأشياء تتم ببصيرة الله، مع الوضع فى الاعتبار أن الله أعطى
الإنسان الحرية المطلقة، وعلى الإنسان أن يختار طريق الله، بعد أن عرف الحروب التى
تمت فى السماء والخطيئة الأولى لأبيه آدم.
كتاب الفردوس المفقود عن الحب والأمل والأصول والأنبياء
والملائكة والخوف والرغبة والغواية والخير والشر والحرية والجنة والجحيم، من فضلك
اقرأه بهدوء علشان تقدر تتواصل معاه.