-
سالم الشهباني
-
ديوان شعر
-
من الآن
-
عربي عربي
-
10 جم
-
مكتبة البلد ومكتبة اكتب
Samah Nageh
بلغة بسيطة سهلة الوصول للمتلقى قدر سالم أنه ينتزع الخوف علشان يزرع مكانه لغة الحماس والتحرك لمواجهة الظلم. وبعد كده بدأ الشاعر يرسم ملامح الثورة نفسها وفي ديوان “الدليل” الثورة بـ تشبه الناس اللى أشعلوها ومش الناس اللى اكتفوا بالكلام عنها فـ يبدأ مقطع المواجهة بشكل صدامى يشبه الصدام مع العساكر فـ يقول: (الرصاص فى كل ناحية/ الأمة صاحية للمناورة/ إن بعد الظلم ثورة/ جاية من عرق الغلابة/ من دموع الطفل نايم ع الرصيف/ من رغيف العيش/ ومن دمع الأرامل). وهـ نلاحظ فى المقطع ده نبرة التحدى عالية بشكل كبير وهـ نلاحظ كمان أن المقطع فيه فعل واحد فقط وده يدل على مدى الثبات على الموقف وعدم التراجع.
وبعد ما انتهى سالم من التمهيد ورسم البداية وتشكيل ملامح أبطال الحدث بدأ يتكلم عن الحدث نفسه (الثورة) ويذكر آثارها فى الشوارع وفى الميادين وفى ملامح الناس العاديين فـ يقول مثلاً: (التاريخ ابن شرعى للغلابة/ اللى ماتوا فوق ترابها/ واللى ملّوا دق بابها/ واللى روحهم رفرفت النهارده فى الميدان/ كنت هربان من عساكرك والرصاص/ كنت باحلم بالخلاص/ شفت كل الخلق ماشية شاردة تهتف بالنشيد/ تحيا مصر/ إن بعد العسر يسر).
واستغرقت الأحداث فى الديوان مقاطع كثيرة متتالية تتميز بالجمل البسيطة لكنها مكتوبة فى وسط سياق إبداعى مزج بين المشاعر المختلطة والمختلفة صعب أنها تحصل إلا لو كان الحدث بـ يؤثر فى كيان الفرد وده بـ يتضح بقوة فى عدة ألفاظ زى “هربان، ماتوا، شاردة، تهتف، ماشية، العسر، اليسر) هـ نلاقى الألفاظ دى نفسها تكاد تعادل مشاعر “الخوف، الحزن، الشرود، الإصرار، الصبر). وطبعًا أغلبنا عاش كل المشاعر المختلطة دي فى وقت الثورة علشان كده المقاطع دى فى ديوان “الدليل” بـ تتفاعل وتؤثر بقوة فى نفس القارئ وخصوصًا أنها جاءت فى جمل صادمة لأن الشاعر عاش التجربة كاملة وهو نفسه أكد فى الديوان لما قال: “قلبى طالع من هنا/ من وسط دول” وكمان لما تكلم كثير بضمير المتكلم.
وبما أن بعد الظلم ثورة يبقى الظالم لازم يتحاسب وده اللى أكده سالم علشان يكتمل الحدث الأكبر “الثورة” فـ يقول: (كل وقت وله أدان/ ع اللى سرقك واللى نهبك). وبعد كده تبدأ مشاعر الانتصار تظهر فى مقاطع متتالية فـ يقول: (هنا يتطمن خليل الأمة على هاجر/ تهاجر أفئدة من الطير/ لهذى الأرض/ ويخضر الشجر/ يطرح جناين ورد). ولكن المشاعر دى مش هـ تدوم كثير لأن من وجهة نظر الشاعر فيه ناس ما قدروش يفرحوا فـ يذكرهم الشاعر: (بلاش دم الشهيد يبقى مجرد دم ع الأسفلت). وهنا نبرة الحزن أعلى من نبرة الخوف وده منطقى جدًّا علشان إذا ضاعت المكتسبات ضاع حق الشهداء.
ويختم الشاعر ديوانه برسم المستقبل اللى هـ يبنيه نفس الناس اللى ثاروا على الماضى، فـ تكون جملة الختام على أروع ما يكون: (بُكْرَة من صلب الغلابة تيجى مصر).
رحلة من الإمتاع والإبداع فى ديوان “الدليل” ممكن تعيشها بنفسك لو قرأته.