التاريخ السري لاحتلال إنجلترا مصر
التاريخ السري لاحتلال إنجلترا مصر: كتاب جيد فيه خطابات نادرة لأحمد عرابي
-
ألفريد سكاون بلنت
-
واقعية
-
من الآن
-
عربي عربي
-
7 جم
-
مكتبات وسط البلد
Cairo 360
فيه شوية كتب ما ينفعش
مكتبتك تخلى منها، بـ نسميها الكتب الأساسية، وغالبًا الدولة بـ توفرها بأسعار
كويسة لكن المشكلة أنها بـ تخلص بسرعة ومش بـ تصدر على فترات متباعدة، من الكتب دي
كتاب مهم جدًا اسمه «التاريخ السري لاحتلال إنجلترا مصر» من تأليف ألفريد سكاون
بلنت، وتقديم الصحفي المصري الكبير الراحل عبد القادر حمزة.
الكتاب ثمنه قليل جدًا
مقارنة بحجمه وقيمته، ومتاح عند أي بائع جرائد، وترجمته لها قصة غريبة، وهي أن
معظم الكتب المترجمة هـ تلاقي على غلافها كلمة ترجمة “فلان الفلاني” لكن
الكتاب ده لأ، مكتوب عليه تقديم فلان الفلاني فقط، وده لأن الكتاب بالكامل تم
ترجمته على حلقات في جريدة البلاغ، وقت ما كان رئيس تحريرها عبد القادر حمزة،
وراجع الترجمة دي الشيخ محمد عبده واللي كان أحد كتاب الجريدة دي.
الكتاب ده بـ يعلمك أنك
لما تيجي تقرأ حدث معين في التاريخ ما ينفعش تبص على الحدث فقط، ضروري تبص للأحداث
والمواقف والتاريخ اللي سبقه علشان تقدر تفهم الحدث فعلاً، وما حدش فينا ممكن
يختلف على أن احتلال إنجلترا لمصر كان من أهم الأحداث اللي مرت علينا، ولأنه كان
آخر احتلال يمر على مصر، فالبحث وراءه ومحاولة فهمه أكيد محتاجة قراءة كثير، يمكن
بعضنا يستصعبها، أو يحس أن المسألة مش محتاجة، على أساس الإنجليز احتلوا مصر سنة
كذا وخرجوا منها سنة كذا وخلاص خلصت الحكاية مش محتاجة كلام كثير.
في الكتاب ده مش هـ تعرف
بس الحواديت والقصص اللي حصلت أثناء عملية احتلال مصر، هـ تعرف مين الوطني ومين
اللي مش وطني، وهـ تعرف كويس قوي يعني إيه بطل شعبي اسمه عرابي وقف في وجه أكبر
دولة في الوقت ده وهي إنجلترا، وإزاي قدر يتغلب بإمكاناته البسيطة في الوقت ده على
جيوش ضخمة، هـ تعرف حكايات عن الجيش المصري، وهـ تعرف ترد لما حد يقول لك عرابي هو
اللي دخل الإنجليز مصر، وكمان هـ تعرف يعني إيه شعب كامل لما يحب يعمل حاجة
يعملها، وإزاي المصريين في الوقت اللي كانت إنجلترا فيه على شواطئ إسكندرية بـ تضرب
الناس والأحياء والجيش مافيهوش ولا مليم، قدر المصريين يتبرعوا ويجمعوا فلوس كفت
الجيش وغطت مصاريفه وراحت خزانة الدولة.
عدد صفحات الكتاب
حوالي 600، لكن هـ تلاقيك مستمتع جدًا وأنت بـ تقرأ كل جزئية فيه، خاصة الجزئيات
الأخيرة اللي بـ تضم مراسلات أحمد عرابي مع أصدقاءه وحلفاءه، مش بس وثائق تاريخية
نادرة، لكن كمان لغة حلوة وأفكار مميزة ومعلومات مهمة، هـ تضيف لك كثير لما
تقرأها.
أحمد عرابي مش مجرد
قائد وقف أمام قصر عابدين وقال للملك: “لقد خلقنا الله أحرارًا ولن نستعبد
بعد اليوم”، ولا هو قائد الجيش في معركة التل الكبير ولا هو سبب دخول
الإنجليز مصر زي ما ناس كثير بـ تقول، ولا هو مجرد قائد خانه ديليسبس اللي سمح للإنجليز
بدخول القناة، عرابي قصة كبير وملحمة إنسانية تستحق مننا أننا نعرفها أكثر ونقرب
منها كثير لأن ده خطوة في طريق التعرف على الوجه الجميل والتاريخي الأصيل لمصر
وناسها.