-
د.رضوى فرغلي
-
صحة
-
من الآن
-
عربي عربي
-
22 جم
-
كل المكتبات
Rehab Loay
كان فيه مرة جملة منتشرة على الفيس بوك بـ
تقول: لو شُفت واحد هدومه مقطعة ومش نظيفة ووشه مبتسم ابتسامة رائقة أحضنه، ولو
واحد هدومه نظيفة وتمام لكن شرير من جواه سيبك منه ماتتعاملش معاه أبدًا. مش عارفين ليه افتكرنا الجملة دي وإحنا بـ نقرأ
كتاب «أطفال الشوارع» للدكتورة رضوى فرغلي، حسينا مع الكتاب ده يعني إيه طفل عايش
في الشارع، ورغم أن فيه تفاصيل كثيرة مؤلمة ومفزعة لكن بجد عرفنا معلومات ماكُناش
نعرفها خليتنا نغير وجهة نظرنا في أمور كثيرة.
لما بـ نشوف حد أخلاقه مش كويسة بـ نشتمه
نقوله يا “شوارعي”، وبـ نقول ببساطة على الأطفال اللي مالهمش مكان غير
الشارع نفس اللفظ، رغم أن دي حاجة غصب عنهم، ولو فكرنا شوية هـ نلاقي أننا في
الوقت اللي بـ نكون فيه مش متحملين البرد وقاعدين تحت مليون بطانية بـ يكونوا هم
في عز الثلج على الأسفلت، ونرجع لما نشوفهم ننظر لهم بقرف ونبعد عنهم وبعضنا ممكن
يشتمهم أو حتى يضربهم لو قربوا قوي.
مؤلفة الكتاب بـ تقول في الموضوع ده: أشعر بالخجل والضيق من مفهوم “طفل شارع”، ذلك التعريف اللا إنساني الذي ينسبهم
منذ البداية إلى مساحة جغرافية عابرة (الشارع) تجعل منهم أشخاصًا عابرين، لا نتوقف
أمام مشاكلهم أو احتياجاتهم كثيرًا، مصطلح قاس لإنسان فقد أبجديات الحياة العادية
رغمًا عنه.
المؤلفة كتبت الكتاب مش بصيغة علمية
قاسية رغم أنه مكتوب عليه من الخارج دراسة، لكن هـ تحس من السطور قد إيه هي شفافة
وبـ تكتب بروحها، قد إيه لمست القضية بضميرها وقد إيه درستها بعمق، هـ تخرج من
الكتاب متصالح مع فكرة طفل الشوارع، هـ تعرف معلومات كثير عنهم، أخلاقياتهم، سلوكهم،
نسق تفكيرهم، إزاي الشارع هو كل ما يملكوه، مجتمعهم بقوانينه وكل ما فيه، وفي
النهاية هـ تعذرهم وهـ تشفق عليهم، ويمكن تحضنهم لما تشوفهم.
مجموعة من المعلومات و المفاجآت هـ تكتشفها من خلال الكتاب، زي مثلاً أن طفل الشارع مش بـ يتألم
نفسيًا من الاعتداء الجنسي قد ما بـ يتألم لما حد بـ يشتمه أو بـ يعامله بطريقة
سيئة معنويًا أو بدنيًا طبعًا. الحكاية قد تبدو غريبة، لكن المؤلفة بـ توضح ده بأن
الإساءة الجنسية بـ تكون دائمًا ثمن لحاجة طفل الشارع بـ يشوف أنها قيمة وغالية،
زي الأكل،أو النوم، أو المال، أو الحماية، أما أكثر حاجة تضايق الطفل اللي عايش في
الشارع هي السباب، والإهانة اللفظية
ومناداة الأطفال بألفاظ نابية، وشعوره بعدم القيمة والأهمية في الحياة.
الغريب شوية أن الكاتبة رغم اعتراضها
على مسمى أطفال الشوارع، لكنها سمت كتابها
بنفس الاسم اللي هي مش بـ تحبه، وده تناقض مش عارفين نفسره.