-
11 شارع البرازيل
-
معارض
-
-
10:30 صباحاً - 9 مساءً
Dina Mokhtar
أي بلد موجودة على الخريطة لها شخصية بتميزها عن غيرها، وكلما كان عمرها أطول كلما بقى لشخصيتها جوانب كثيرة بحسب الناس والأزمنة اللي عدت عليها، إيطاليا من ضمن البلاد اللي بتتميز بتاريخ طويل يتحكي عنه في مجلدات، وعاصمتها روما من الأماكن اللي كل الفنانين بيروحوا لها لأن كل ركن فيها ممكن يطلع منه لوحة رائعة.
من ضمن الفنانين اللي ارتبطوا بالمدينة العظيمة دي الفنان فرغلي عبد الحفيظ، واللي قرر أنه يعبر عن عشقه للمدينة في مجموعة لوحات معرضه الأخير بقاعة الزمالك للفن، والمجموعة دي بعنوان "روما… فرغلي"، الستينيات شهدت ارتباط الفنان بروما لما قضى سنة كاملة في أكاديمية الفنون الجميلة هناك، وبعد مرور سنين طويلة رجع لها في عام 2015 علشان يوثق حبه لها في لوحات.
دي مش أول مرة نحضر للفنان معرض، وبالتالي إحنا نوعًا ما عندنا خلفية عن أسلوبه السهل الممتنع، وعن لوحاته اللي بتختزل تفاصيل كثيرة من غير ما تختزل في معناها، وبما أن روما من الأماكن اللي مليئة بالتفاصيل –سواء كانت معمارية أو حتى تفاصيل الحياة اليومية- كان لازم نروح المعرض علشان نشوف إزاي الفنان هيقدر أنه يعبر عن التفاصيل دي بأسلوبه المميز.
مجموعة اللوحات المستخدم فيها خامات مختلفة -نعتقد أنها أكريليك وباستيل على ورق وكانفاس- بعد فيها الفنان عن المألوف والأسلوب الأكاديمي اللي إلى حد كبير خالي من الأحاسيس؛ فرغلي عبد الحفيظ خلق من روما مدينة سحرية امتزج فيها انطباعه الأول عنها الراجع للستينيات (فيه مجموعة لوحات لمشاهد موسيقيين وحفلات راقصة لأشخاص بملابس رسمية)، مع أبطال رومان بيتجولوا في مدينتهم بحرية مع أهل البلد المعاصرين، والمعالم الشهيرة والتماثيل اللي دبت فيها الحياة لدرجة أنها أصبحت جزء من الجموع البشرية اللي موجودة في اللوحات.
بالرغم من أن معظم اللوحات متوسطة الحجم (40×60 سم)، إلا أن اللوحة "الأم" هي الأجمل في نظرنا؛ مش لأنها الأكبر –3×4 متر- ولكن لأنها جمعت عناصر كثيرة بتمثل روما في عين الفنان، ما بين تصويره لأسطورة "روميولوس وريموس" واللي في آخرها بتقول أن الأول مؤسس مدينة روما، ده بجانب مجموعة من السيدات اللي تشابكت خطوطهم الانسيابية مع مشهد الميدان المطعم بمجموعة من أشهر الأعمال النحتية الموجودة في روما. بطبيعة الحال غلبت الألوان الدافئة على الأعمال، فيماعدا عمل أو اثنين غلب عليهم اللون الرمادي البارد؛ في لوحة مبنى أثري كان البطل الأوحد وتفاصيله ما زادتش عن الهيكل الخارجي له وشكله العام.
في النهاية نعتقد الفنان نجح في نقل مشاعره الدافئة ناحية البلد دي، وقدر أنه يكوّن روما خاصة به تختلف عن روما اللي إحنا ممكن نشوفها على أرض الواقع، ودي ميزة الفن؛ أنه قادر على خلق عالم خاص بالواحد مستمد من الواقع ولكن أساسه المشاعر.