“حفلة 3 في سيما مترو”.. الحكاية التاريخية لأول دار عرض سينمائي مكيفة في القاهرة
MGM القاهرة زمان تاريخ السينما في مصر تكييف الهواء توماس لامب حفلة 3 دور العرض ذهب مع الريح سينما مترو شارع طلعت حرب عسل أسود نوستالجيا وسط البلد
Cairo 360
الصورة: Ahmed Al-Siddik
في قلب وسط البلد، وتحديدًا في 35 شارع طلعت حرب، فيه مبنى بيحكي تاريخ مصر من أول ما دخلت السينما حياتنا. “مترو” مش بس سينما في وسط البلد، دي كانت نجمة على السجادة الحمرا في زمن كان الفن فيه له طعم تاني.
“حفلة 3 في سيما مترو”.. الجملة اللي سمعناها بصوت ريهام عبد الحكيم في أغنية “فيها حاجة حلوة”، اللي سمعناها في فيلم “عسل أسود”. بس اختيار اسم السينما دي بالذات في الأغنية ماكانش صدفة، ورا الجملة دي حكاية كبيرة جدًا.. حكاية أول سينما مكيفة في مصر، وأفخم دار عرض اتبنت في قلب القاهرة سنة 1940.
اللي أسس سينما مترو كانت شركة “مترو جولدوين ماير” العالمية، واللي كانت وقتها من كبار صناع السينما في هوليوود. ومش بس أسسوها، دي كمان اتفتحت بأول عرض لفيلم عالمي أسطوري: Gone With the Wind، أو “ذهب مع الريح”.
السينما كانت ثورة في كل حاجة وقتها: من التكييف لأول مرة، لـ1526 كرسي مريح، لديكور مبهر من الماهوجني والحديد الزهر، لحد السجاد الفاخر اللي مفروش على السلالم الرخام.. كانت تحفة فنية ومعمارية، صممها المعماري الأمريكي الكبير توماس لامب، بالتعاون مع مهندسين إيطاليين ومصريين.
بس زي ما كانت مترو رمز للرفاهية والفن، كانت كمان شاهد على لحظات سياسية مضطربة. في 1947، انفجرت قنبلة جواها وقت عرض فيلم أمريكي، وبعدها في 1952 اتحرقت بالكامل في أحداث “السبت الأسود” واتعاد بنائها من أول وجديد، لكن بروح مختلفة، بديكور جديد كان أشبه بالغابة الإفريقية، بأقنعة ودروع وحيوانات على الحيطان.
وفي عز مجدها في التمانينيات، شرفتنا الأميرة ألكسندرا من إنجلترا في عرض خاص لفيلم “الموت على النيل”. لكن للأسف، مع مرور الوقت، بدأت السيما تفقد بريقها، وتحولت من جوهرة لذكرى.. لولا محاولات تجديدها اللي لسه مستمرة لحد النهاردة.
بس لو دخلت سينما مترو النهارده، وحسيت بريحة الزمن الجميل.. ماتستغربش، لأنها ببساطة مش مكان، دي حالة.. وذكريات لناس كتير.. وهنفضل بنقول: “حفلة 3 في سيما مترو” وهنفضل شايفين السينما.. فيها حاجة حلوة!