-
عمارة 28 - طريق 232 – شارع دجلة - القاهرة – المعادى
-
بازارات
-
Ahmed Abd El Gawad
عاوز تجيب لعبة لأولادك، انزل العتبة هـ تلاقى هناك
ألعاب صينى جامدة جدًا، أو انزل أى محل ألعاب فخم فى المهندسين أو مصر الجديدة أو
وسط البلد، هـ تلاقى ألعاب محترمة جدًا وشيك وغالية، ممكن اسألك سؤال: جربت تعمل
لعبة لأولادك؟ طيب بلاش، جربت تشوف حد بـ يصنع لعبة لأولادك؟ جديدة دى صح.
ده بقى الجديد اللى معانا.. صانع الألعاب ده فنان مصرى
عالمى اسمه إلهامى نجيب، فنان تشكيلى عمل معارض فى كثير من دول العالم وشاف وطاف
الدنيا، لكنه وقف أمام حاجة جديدة شدت انتباهه فى أمريكا اللاتينية، وهى أن الفنان
هناك بـ يقوم بصناعة الألعاب للأطفال، ويشكلها بطريقة تتناسب مع تراث بلده، فـ يعمل
ضربتين بلعبة واحدة، ألعاب مفيدة للأطفال وتحفز تفكيرهم، وكمان تربطهم بتراثهم.
هنا وقف الفنان إلهامى نجيب وقال ليه ما يحصلش ده فى مصر؟،
وكان القرار، رجع واشتغل فى الموضوع لكن الإبداع دائمًا فيه جديد، والعقل المبدع
دائمًا بـ يدور على التطوير، قرر إلهامى تطوير الفكرة من ناحيتين، الناحية الأولى:
أحضر معاه اثنين فنانين من أوربا: الفنان التشكيلى “إدواردو أورتز”،
والفنانة التشكيلية “كاتالينا كونستاين” وعمل جروب لتصميم الألعاب منهم،
والناحية الثانية: الاستفادة من الفنون العالمية والتراث المصرى بكل أشكاله علشان
يعمل ألعاب عالمية، ألعاب مؤمنة بقيمة الفن العالمى.
اللى ساعد إلهامى فى الموضوع هو ثقافته العالية وقراءته
المستمرة فى التراث العربى والفنون العالمية، واهتمامه بالفن المصرى بكل عصوره من أول
الفرعونى لحد العصر الحديث، وكمان اللوحات اللى عملها قبل كده عن أبو زيد الهلالى
وعبلة وشيبوب وأبو الفوارس ومار جرجس وسليمان الحكيم ملك الجان.
تخيلوا كل التراث ده لما يتحل للوح مرسومة أو ألعاب فيها
من التأثيرات العالمية والمحلية، نعتقد أنه شيء مهم من كذا ناحية.. من الناحية
الفنية لأنه إبداع من جديد مش فى مصر فقط لكن فى الشرق الوسط، وإبداع لازم يتدرس
لأنه بـ يجمع تأثيرات من عدة ثقافات وينتج شيء جديد.
لما تروح “الجرافيتى” اللى فى المعادى هـ تلاقى
نفسك داخل غرفتين مليانين بالألعاب الخشبية فى معظمها فيها الطيارة وفيها أشكال
الحيوانات وفيها “لعبة الدبور” لكنها بشكل جديد أن الحبل منه فيه وبـ يتلف
على عصاية خشب، العصاية وتقسيمها من أمريكا اللاتينية، والدبور من التأثير
الفرعونى، تخيلوا اللعبة دى واخدة من أقصى الأرض لأقصاها، وهـ تلاقى لعبة شبه
صندوق الدنيا اللى بـ يحكى حكاوى زمان، وألعاب على شكل الخنفسة الفرعونية المقدسة،
لما تروح هناك هـ تلاقى الفن واللعبة ممزوجين ببعض، فما تقدرش تفرق ما بين الإبداع
واللعبة.
عاوز أقولكم أن الفنان إلهامى كمان بـ يعمل ورشة
عمل مع الفنانين اللى معاه علشان يطلعوا الألعاب دى، وبـ يعمل ورشة تصنيع ألعاب
للأطفال فى مكتبة «كليلة ودمنة» بـ يعلم الأطفال فيها إزاى يصنعوا لعبهم الخاصة، وازاى
يصنعوا ماكيت لكنيسة ومسجد ومعبد فرعونى، لو عاوز ابنك يبقى له لعبته المميزة نعتقد
أنك لازم تزور “جرافيتى إلهامى”.