-
11 شارع البرازيل
-
معارض
-
-
10:30 صباحاً - 9 مساءً
Dina Mokhtar
بالرغم من أننا بنقدر فن النحت جدًا وبنحس أنه من الفنون التشكيلية المعبرة جدًا، إلا أننا بنتخوف جدًا من كتابة مقال نقدي عن معرض له؛ لأن مش دايمًا بيكون من السهل علينا شرح كل قطعة ونقل الصورة كاملة عنها، ونعترف أن أحيانًا ما بنكونش قادرين نحللها أو نفهمها. ولكن المرة دي استمتعنا جدًا بمعرض الفنان أحمد عبد التواب في قاعة الزمالك للفن، واللي عنوانه فرعوني جدًا وهو "ترنيمة الشمس".
علشان نبسط عليكم وعلينا فكرة المعرض، قررنا نحاول التقريب ما بين الترنيمة الموسيقية وترنيمة الفنان. وبما أن الترنيمة في المعجم معناها نشيد لحنه خفيف، وإحنا شخصيًا بنحس أنها موحدة النغمة، نقدر نقول أن التجريد اللي الفنان قدم بيه القطع هو خفة اللحن. وبالرغم من أن القطع متنوعة ما بين عناصر مختلفة (حيوانات – طيور – بشر) إلا أن اللي جمع ما بينهم هو وحدة الفكرة والخامة، وهي البرونز.
استوحى الفنان أعماله من الحضارة الفرعونية، وبالرغم من أننا ما وصلناش الإحساس ده من خلال القطع اللي الفنان نحت فيها الطيور والحيوانات، إلا أن القطع اللي فيها عناصر بشرية –النسائية بالذات- وضحت فيها الفكرة؛ فبالرغم من أن التماثيل مجردة تمامًا، إلا أن كل سيدات المعرض تم تتويجهم بتاج الملكة نفرتيتي (واللي وقفت جنب جوزها الملك إخناتون عندما بدأ الديانة الآتونية اللي كان رمزها الشمس، وده يفسر لنا سبب اختيار الفنان لاسم معرضه). عجبنا من مجموعة التماثيل دي تمثال لسيدة قعدة وحاضنة إبنها الرضيع؛ الفنان ما استغناش عن الأشكال الهندسية المجردة اللي أبدع بيها الأعمال الموجودة في المعرض، وفي نفس الوقت ما تقيدش بها فنحت ملابس السيدة بشكل انسيابي ضاف تنوع من غير ما يخل بالاتجاه العام للأعمال.
وبما أننا بنتكلم عن العنصر البشري الموجود في الأعمال، فيه مجموعة من المنحوتات اللي في تصورنا كانت بعيد عن الفكرة العامة للمعرض؛ زي عملين لرجلين بيحملوا آلات موسيقية. وبالرغم من أن الفنان استخدم فيهم الأشكال الهندسية في خطوطهم الأساسية، إلا أن الآلات الموسيقية كانت معاصرة لحد كبير فصلنا عن روح المعرض ككل، زي تمثال الرجل اللي بيعزف على آلة التشيللو.
بقية المعرض كان فيه مجموعة من القطع اللي تنوعت ما بين حيوانات وطيور بأشكال مجردة؛ عجبنا منها تمثال لطائرين من الواضح أنهم أم وإبنها –أو إحنا حسينا بكده- لأن لو فكيناهم هنلاقيهم مكونين من متوازي مستطيلات، ومخروطات متركبة في بعضها بشكل بسيط ولكن مبدع في الوقت نفسه.
أما من المنحوتات لعناصر حيوانية، فمنحوتة الثور كانت هي أكثر حاجة وقفنا قدامها، لأنها كانت معمولة بأسلوب السهل الممتنع. الثور معمول منه عملين بحجمين مختلفين وطريقة معالجة مختلفة للبرونز؛ الأول وهو الأصغر في الحجم لونه أسود وقرنه ذهبي، أما الأكبر فملمسه مش ناعم زي الأول، ولونه أبيض في ذهبي.
قلنا في أول فقرة أن الأعمال كلها من البرونز، إلا أن فيه تمثال وحيد داخل فيه خشب مع البرونز، وده بالنسبة لنا التمثال الماستر في المعرض. ومش عارفين إذا كان الفنان قصد أن مكانه يكون في آخر صالة في القاعة ولا لأ، ولكن بالنسبة لنا أننا نشوفه في آخر جولتنا في المعرض كان مفاجأة مبهرة. التمثال عبارة عن حمار جسمه الأساسي قطعة مربعة من الخشب خارج منها الرأس والجزء الخلفي من جسم الحمار.
نعترف أن في الوقت اللي بدأنا نحس أن الأعمال المعاصرة المجردة بقت كلها متشابهة وما فيهاش جديد، جه الفنان أحمد عبد التواب علشان يثبت لنا العكس. لو عايزين تتفرجوا على أعمال نحتية معمولة بإبداع وفي نفس الوقت ما فيهاش فذلكة ننصحكم تلحقوا المعرض.