The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

تليفزيون

قطايف.. الخلطة السرية لنجاح خارج المعادلة الرمضانية

البرامج الدينية برنامج قطايف تنمية بشرية رمضان 2025 سامح حسين قطايف كوميديا محتوى هادف نجاح بدون تسويق يوتيوب
قطايف.. الخلطة السرية لنجاح خارج المعادلة الرمضانية
بواسطة
Cairo 360

محمد البدري

طول عمرنا عارفين معادلة النجاح.. كتب التنمية البشرية وفيديوهات اليوتيوب وحلقات البودكاست بتعرفنا دايمًا إزاي ممكن ننجح في حياتنا أو في المحتوى اللي بنقدمه.. لكن نادرًا ما حد قال لنا عن الإضافة السحرية اللي بتجيب النجاح في غمضة عين وبدون حسابات مسبقة… اللمسة السحرية دي بالظبط هي السبب الرئيسي في نجاح برنامج (قطايف)، وده اللي هانتكلم عنه في كايرو 360.

كلنا نعرف الفنان سامح حسين من أشهر أدواره، دور (رمزي) في مسلسل “راجل وست ستات” بكل مواسمه، اللي جسد فيه شخصية شاب متوسط الذكاء بيتورط في مواقف كوميدية مالهاش نهاية مع قريبه ومديره في الشغل “عادل” اللي قام بدوره أشرف عبد الباقي.

لكن من قبلها، سامح له باع طويل مع عشقه الأساسي، اللي هو التمثيل، وشوفناه في أدوار صغيرة في مسلسل “زيزينيا”، وفيلم “رشة جريئة”، و”صاحب صاحبه”، و”عايز حقي”، و”فيلم هندي”، و”اوعى وشك”، وطبعًا ما ننساش دوره الجميل جدًا في فيلم “إتش دبور” وهو دور (كالوشة)، صديق البطل اللي برضه بيقع في مشاكل مالهاش أول من آخر.

سامح وجه مألوف للمشاهد، مش وسيم بالشكل اللي يخليه من نجوم الصف الأول، ومش دميم لدرجة إن الناس تضايق من ظهوره على الشاشة، الشخصيات اللي بيقدمها منحازة دايمًا للكوميديا المستمدة من المواقف البسيطة القائمة على الفهم الغلط أو اختلاف المعاني، ودي معادلة مضمونة للكوميديا.

سامح حسين، المولود في شبرا، وراه قصة كفاح مش بسيطة أبدًا.. بيحكي سامح في أحد البرامج عن طفولته الصعبة نتيجة اضطراره للشغل علشان يساعد والدته في تدبير مصاريف البيت، سامح اشتغل في (الفاعل)، اللي بيشتغل فيه الناس في شيل الطوب والزلط والرمل للمساعدة في أعمال البناء، والدته كانت بتضطر تستلف الطعام من الناس وتأكله لهم بحجة إنها بتربي دواجن في البيت، علشان الأسرة كان عندها عزة نفس تمنعها تمد إيدها للناس.

كل الظروف الصعبة دي ما منعتش سامح إنه يطارد حلمه، ويحصل على ليسانس الآداب بجانب دراسته الأساسية في كلية الحقوق، لكن ما نقدرش نقول إنه كان ناجح بنسبة 100٪ في كل أعماله، ومن كام سنة توقف سامح تمامًا عن تقديم أي أعمال جديدة كبيرة.. لحد رمضان 2025، اللي شهد عودة سامح حسين.

سامح ما رجعش بمسلسل أو فيلم، لكن رجع ببرنامج (قطايف) اللي بيتم نشره على يوتيوب، برنامج بسيط، الحلقة الواحدة فيه مش بتتجاوز بعض دقايق، بديكور بسيط، وتكنيك تصوير تقليدي جدًا، لكن كتابة الحلقات اللي قام بيها عبد الرحمن هيبة، المشهور بـ(دافنشي)، بتدي البرنامج عمق وثقل لا يستهان بيهم أبدًا.

ما نقدرش نقول إن “قطايف” برنامج ديني زي برنامج “نفوس” بتاع مصطفى حسني مثلًا، لكن نقدر نقول إنه بيجمع ما بين الدين والتنمية البشرية، مع لمسة إنسانية وأمثلة وشوية كوميديا بيخلوا المحتوى الجاد اللي بيقدمه البرنامج مُحتمل ولطيف، والوقت بيعدي معاه بسرعة ممتازة.

مش هاتخرج من (قطايف) بمعلومة جديدة عليك، لكن هاتخرج بنفس رايقة ومطمئنة، متفائل، وحاسس إن بكره أحسن، وعندك ثقة في ربنا وخطته ليك، وإن أي مشكلة بتمر بيها ليها حل، طالما رفعت إيدك للسما وقلت “يا رب”.

البرنامج عمل مردود رائع، ورد فعل على السوشيال ميديا غير مسبوق، وتقريبًا كل مشاهير مصر عملوا شير للبرنامج واتكلموا عنه.. الأرقام على يوتيوب بتقول إن معدلات الاستماع في زيادة رهيبة، وسامح نفسه كتب أكتر من بوست بيقول فيهم إنه مش مصدق يلاقي كل الترحيب والحب ده… كل ده بيحصل في (مصر الشعبية). أما بقى (مصر الرسمية)، فهي كمان أشادت بالبرنامج، واتكلم عنه الرئيس السيسي، وتمت دعوة سامح لحضور حفل إفطار رسمي نظمته القوات المسلحة.

طبعًا لا يمكن برنامج يجمع القدر ده من الاهتمام والحب والإقبال من غير ما يحصل عليه شوية هجوم برضو، إما من ناس معترضة على المحتوى الديني وطريقة تقديمه في برنامج خفيف، أو اللي معترضين على شخصية سامح نفسها، لكن لو هاتسألونا عن رأينا الشخصي، إحنا شايفين إن (قطايف) برنامج ممتاز وناجح، ويستحق التشجيع والمتابعة.

سامح حسين هو قصة نجاح مش قايمة على التسويق والإعلانات وفرض المحتوى على الناس بحيث يشوفوه في إعلانات ممولة على مدار الساعة، ومش قصة نجاح معتمدة على قرابته بشخص معين في الوسط الفني، تخليه مفروض علينا بالقوة في 100 عمل على مدار السنة، منهم 10 بيتعرضوا في أوقات الذروة في رمضان!

سامح حسين فرض معادلته الشخصية في النجاح، معادلة قوامها الثقة في ربنا، وتقديم محتوى جاد ومحترم، ثم يسيب الباقي على الجمهور، اللي نفسه يشوف النوعية دي من الأعمال. هم دول أهم عناصر تسويق في خلطة سامح حسين، اللي نتمنى إنها تستمر معاه للسنين الجاية، وإن (قطايف) ما تبقاش مجرد وجبة رمضانية خفيفة وسريعة… عايزينها أحلى.. وطوال السنة كمان!

مقترح