حسام عباس: المصور الشخصي لجمال مصر!
Omar Mossad
الجمال موجود، ومتاح للجميع، لكن عدم معرفة كتير من الناس بوجوده بيخليهم فاكرين أنه مش موجود فعلًا، علشان كده بنقول أنه واجب اللي يعدي عليه أنه يبشر الناس بوجوده، ويعرضه ليهم بكل وسيلة متاحة، علشان يشوفوه زي ما شافه، ويؤمنوا أنه في جوانب كتير مضيئة لو سبنا نفسنا ننكشف عليها هنشوف الدنيا بعين تانية، وهنعيش معاني أسمى للحياة.
دي الفلسفة والمنهج والرؤية اللي معتمدها وبيتحرك انطلاقًا منها “حسام عباس“، المصور المصري، عضو اتحاد المصورين العرب، والحاصل على العديد من الجوائز في المجال من جهات مختلفة متخصصة وغير متخصصة، محلية ودولية، زي جائزة ناشيونال جيوجرافيك عن صورة لأهرامات الجيزة، الصورة اللي واخدة شهرة وإعجاب كبار جدًا، واللي بيعتبرها حسام أفضل أعماله على الإطلاق.. حسام كان قال لنا في الحوار اللي جمعنا بيه قريبًا أنه وجود رؤية وأصل فكري ثابت بيعتمد عليه الفنان عمومًا والمصور خصوصًا في شغله، ده –بالإضافة إلى أنه بيخلي لأعماله طابع موحد وواضح- هيخليه دايمًا عنده السبب والدافع لإكمال المشوار والتحسين المستمر مهما كانت العقبات.
رحلة حسام مع التصوير بدأت كحلقة في مسلسل هوايات فنية أخرى شغلت فترات مختلفة من حياته، فترة الدراسة الثانوية استغرقه الاهتمام بالرسم، من بعده الخط العربي في مرحلة الدراسة الجامعية، والتصميم في فترة لاحقة، وعزف الجيتار والبيانو في مراحل أخرى، وغيرهم!
والطبيعي أنه تعدد المهارات والميول ده بيخلق حالة من الحيرة والتشتت عند الواحد، لكن لسبب ما ده ماحصلش مع حسام، والتصوير كسب وبجدارة، وحاز الاهتمام والتركيز الأكبر، اللي أهله بعد كده لشغل مساحات أكبر من الوقت، وبالتالي إنتاج أقوى وأكثر غزارة، لحد ما بقى سكة مفتوحة لنجاحات متتالية، ومتزايدة.
التصوير يكسب.. طب ليه واشمعنى؟
لما سألنا حسام عن السبب اللي يخلي الاهتمام بالتصوير يستغرقه وسط زحمة الاهتمامات التانية ويسحبه منها، كان جوابه أنه التصوير مساحة الإبداع فيه لا محدودة، وإمكانية الاقتباس فيه أو التقليد شبه معدومة، أنت بس لو عرفت الأساسيات بعد كده كل الباقي متروك لإبداعك، ده لأنه كل تفصيلة صغيرة في أي مكان أنت موجود فيه هي صالحة لأن تكون مشروع صورة عظيمة لو عرفت تفكر فيها بالشكل الصح وتنفذ تفكيرك ده بالشكل المظبوط، ده غير أنه الأعمال الفنية الأخرى بتستهلك وقت ومجهود وماتيريالز أكتر، فالإنتاج فيها هيكون أقل، بعكس التصوير اللي تقدر تنتج فيه أعمال كتيرة جدًا في وقت قليل، لو عينك صاحية، وملاحظتك قوية، وذهنك حاضر.
أما عن رسالته من التصوير فهي واضحة وضوح الشمس من صوره، حسام بيقول أنه إحنا في مصر عايشين بصورة ذهنية سيئة عنها، ومحتاجين اللي يغيرهالنا مش بمجرد الكلام، وإنما بعرض الجوانب الجميلة اللي مش بيتاح لنا التوقف أمامها والانتباه لوجودها بسبب إيقاع حياتنا السريع المتعب، وده اللي هو بيحاول يعمله، قال لنا كده نصًّا: “بحاول أظهر بلدي في أجمل صورة، أنا كل صوري في مصر رغم أني عشت خارجها كتير، الأماكن الحلوة في مصر كتيرة جدًا جدًا، وأنا مش أول واحد يروحها، في كتير راحوا قبلي وفي كتير هيروحوا بعدي، لكن قليل أوي منهم اللي اهتم أنه يعرضها لبقية أهل بلده ويشجعهم على زيارتها، أنا بحاول أعمل ده”.
حسام علاقته بمجال التصوير مؤخرًا تجاوزت حد الاهتمام بالإنتاج الشخصي، وإنما بقى كمان بيعمل دورات تدريبية وتعليمية في أماكن مختلفة على أنواع التصوير اللي هو بيجيدها، سواء للمحترفين باستخدام أدوات ومعدات احترافية، أو حتى للهواة باستخدام أقل الإمكانيات، كاميرات الموبايل مثلًا!
ده غير المساهمة -تطوعًا- بمعرفته في المجال من خلال بعض المحاضرات والندوات والدورات في الجامعات والنوادي وملتقيات الشباب المختلفة.
ونختم بمجموعة نصائح على لسان حسام طلب مننا فيها نحب مصر بجد علشان نبدأ نشوفها بالعين اللي هو شايفها بيها، ورشح لنا زيارة منطقة أهرامات دهشور، وقال لنا أنه المنطقة دي كنز لأي مصور أو أي باحث عن الجمال والبهجة عمومًا، واقترح كمان زيارة ريف الجيزة في موسم جني البلح، وطلب في النهاية من كل صاحب فن أنه يهتم بتجويد فنه وتقديمه في أفضل صورة ممكنة، علشان نزاحم القبح بالجمال، فيختفي مع الوقت، ونبقى مش شايفين غير الجمال، وبس!
تابعوا حسام وشوفا أجمل صوره على صفحته الشخصية من هنا