The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

المكان:

فى الإباجية.. المنطقة اللى مليانة آثار ومقامات لأولياء الله الصالحين لدرجة أن فيه فترة من الزمن الناس قالوا أن القاهرة محمية من كتر ما فيها مقامات لأولياء الله.. تدخل من ناحية الدراسة كده لحد ما توصل إلى منطقة الإباجية تحديدًا تحت سفح جبل المقطم بعد كوبرى التونسى جنب خلوة السيدة نفيسة، وجوه شوية هـ تلاقوا مسجد بن عطاء الله السكندرى.

المسجد تحس أنه جديد مع أنه مبنى من زمان جدًا فى القرن الثامن الهجرى.. استنوا هـ نحكى لكم.. المقام موجود من القرن الثامن الهجرى تحديدًا فى الزاوية اللى كان بـ يتعبد فيها بن عطاء الله السكندرى، وبعدين اتبنى عليها مسجد عام 1973 م، يعنى من قريب، لكنك لما تدخل المقام تحس أنه برضه جديد.

الحالة:

المكان هناك بقى حالة مختلفة خالص، حاجة كده روحانية تلمسك لما تدخل المكان وتحس أنك فى بحر من المدد، بحر من الحلاوة ومن الجمال ومن الشهود، تحس أنك شاهد على أولياء الله، تحس أنك فى بُعد ثانى غير الأبعاد اللى عايشين فيها.

وكمان لازم نقول لكم أن خلوة العارف بالله وشيخ الأزهر السابق "عبد الحليم نور الدين" كانت هناك ولسه موجودة ومفتوحة للى عاوز يروح يقعد فيها.. حالة من الصمت الجميل والتأمل هـ تصيبك أول ما تدخل مع النقوش والزخرفة الكثيرة والهادية اللى هناك، ساعتها هـ تعرف قد إيه كان لازم تروح هناك وتقرا الفاتحة.

السكندرى:

طب هو مين بقى، تعالوا نقول لكم.. ابن عطاء الله السكندري هو فقيه مالكي وصوفي شاذلي الطريقة، وهو واحد من أهم  أركان الطريقة الشاذلية الصوفية، (658 هـ/ 1260 م – 709 هـ/ 1309 م)، اتقال عليه ألقاب كتير منها "قطب العارفين" و"ترجمان الواصلين" و"مرشد السالكين"، كان رجل صالح وعالم مهم من علماء الدين، وكان له كرسى بـ يقعد يتكلم عليه ويحضر ميعاده خلق كثير، وكان لوعظه تأثير في القلوب علشان كده حبه الناس جدًا واتعلقوا به، وكان له معرفة بأهل الحقائق وأصحاب الطريق، وله ذوق ومعرفة بكلام الصوفية وآثار السلف، وكان بـ ينتفع الناس بإشاراته، وله وقع في النفس وجلالة، لما تشوفه تحس كده أنك بالفعل أمام حد من أولياء الله بجد.

خلونا نقف شوية أمام المعانى عند مولانا بن عطاء الله علشان لما تروحوا تزوروه تفهموا كان بـ يفكر إزاى.. الأول تعالوا نعرف يعنى إيه "قطب العارفين"، القطب يعنى شيخ جماعة من الأتقياء بـ يتعلموا على أيديه، وهو مصطلح صوفى، واتسمى بن عطاء الله بالاسم ده علشان يوضحوا أنه شيخ الصوفية العارفين بالله وأن خلق كثير اتعلموا على أيديه الطريق لربنا.

أما بقى معنى "ترجمان الواصلين" فهى سهلة جدًا، دى معناها أنه اللى بـ يترجم لغة الوصل بين العباد وربنا، يعنى لما تقرأ كلامه تحس أن الرجل ده كان موصول بالله، وكأنه بـ يترجم إشارات الكون كلها ويحطها فى لغة سهلة جدًا وتدخل القلب بسرعة.

وأخيرًا بقى اللقب العظيم "مرشد السالكين" وده معناه أنه الشيخ اللى بـ يرشد الصوفية الماشيين فى طريق الله، لأن السالكين معناها الناس اللى ماشية فى طريق الله، وبكده يبقى اللقب معناه أنه اللى بـ يرشدهم للطريق علشان يوصلوا لربنا.. ولما تقف أمام كلامه هـ تفهم هما ليه سموه كده، ببساطة لما يقول: "اخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك؛ لتكون –لنداء الحق– مجيبًا، ومن حضرته قريبًا.. هو ده المعنى اللى عاوز يقوله.. أنك تخرج عن كل ذنوبك وكل وصف بـ تعمله ممكن يخليك تخرج من عبودية ربنا، وكل ده علشان تعرف تلبى نداء ربنا لك، وساعتها هـ تبقى قريب من حضرة ربنا أو الحضور فى نوره، وساعتها تحبه بجد.

السكندرى ساب كتب كثير لكن من أهمهم كتاب صغير اسمه "الحكم العطائية"، جمع فيه فكرة التصوف وحكمته فى كلام مختصر لكنه بـ يحمل إشارات كتير، ابقوا دوروا على الكتاب وزوروا المقام.