مسجد السلطان أبو العلا: سلطان الأولياء فى بولاق أبو العلا
Ahmed Abd El Gawad
صورة:
امسك الكاميرا.. خليك معايا.. ركز شوية، علشان عاوزين نلقط صورة حلوة، آه مش أى صورة، دى صورة بـ يعدى عليها آلاف كل يوم، لأ مش الصورة، المكان اللى هـ ناخد له الكادر هو اللى بـ يعدى عليه ناس كثير، أكيد حضرتك نزلت بولاق أبو العلا قبل كده.. عارفين بقى ليه اسمها أبو العلا؟
كادر:
نسينا الصورة، طيب بالضبط إحنا عند منزل كوبرى 15 مايو ناحية بولاق أبو العلا، على شمالك هـ تلاقى الوكالة.. إيه.. مش عارفها، أكيد كلنا عارفينها، الوكالة اللى بـ تبيع هدوم وقماش بأسعار ما حصلتش، المهم تعرف تدور كويس.. وعلى يمينك هـ تلاقى جامع كبير ومهيب كده، بالضبط هو ده، جامع السلطان أبو العلا.. سلطان الأولياء.
سلطان الأولياء:
زمان قوى فى بداية القرن التاسع الهجرى.. سكن الشيخ أبو العلا فى خلوة بزاوية قريبة من النيل.. وهو واحد من أولياء الله المعروفين، وكان له كرامات كثيرة لسه الناس بـ تحكيها لحد دلوقت.. وكان للناس فيه اعتقاد كبير بكراماته وتقواه.. وبالفعل بقى عنده أتباع ومريدين كتير.
وكان من بينهم التاجر الكبير الخواجة نور الدين على ابن المرحوم محمد بن القنيش البرلسى.. هو اسمه كده عادى يعنى.. المهم الشيخ أبو العلا طلب منه بس يجدد زاويته وخلوته اللى كان بـ يتعبد فيها علشان بقى فيها شقوق مع الزمن وقربت تقع.. ما نطولش عليكم فى الكلام.. الرجل ما كدبش خبر وراح بنى له المسجد اللى اتعرف من ساعتها بجامع السلطان أبو العلا.. وبنى فيه كمان قبة اتدفن فيها الشيخ أبو العلا لما توفى سنة 890 هـ – 1486م.
طبعًا الوقت اللى اتبنى فيه المسجد ده، كان وقت عظيم فى العمارة الإسلامية، وكانت مصر من المشهورين فى المجال ده.. والغالب في تصميمه وقتها أنه كان على طراز مدرسة "الأربعة إيوانات"، والإيوان بناء عالى عن الأرض بـ يحيط به حوائط متعامدة غنية بالنقوش والكتابات، ومش كلها باينة دلوقت لكن بواقيها لسه فى المسجد وتقدروا تشوفوها فى الباب البحرى أكتر.
والناحية الشرقية موجود فيها كتابات إسلامية واضحة.. أما لو اتكلمنا بقى على القبة فهى مزخرفة ولها شكل قديم ياخدك ويشدك جدًا، والمنارة تخليك تحس أنك فى عالم تانى غير العالم بتاعنا.. والمنبر كان علماء زمان واقفين بـ يخطبوا عليه.. والباب العمومى له مبنى من الحجر ومكتوب عليه قوله تعالى: «وما تفعلوا من خير.. فإن الله به عليم».
لما تقف أمام السلطان أبو العلا لازم تفهم أنك واقف أمام واحد من أقدم المساجد فى مصر، وده بـ يعطيك إحساس بالاختلاف وبالجمال وبالهيبة وبالحب كمان، علشان تحس الإحساس ده لازم تحب الأول مساجد مصر وتتعلم أدب زيارتها، آه أنت سمعت كويس أدب زيارة المساجد ده موضوع كبير، يعنى مثلًا أنواع الأدب كثير.. منها الآداب الإسلامية المرتبطة بدخولك برجلك اليمين وأنك تكون متوضى وتصلى ركعتين.. وفيه الأدب العام لزيارة المسجد وهو أدب الحب يعنى تدخل المسجد وأنت عارف مين هو السلطان أبو العلا وإيه أحواله مع ربنا، فلما تحبه هـ تحب المكان.
ده تقريبًا شكل الجامع كله، اللى لازم تشوفوه وتتأملوا جماله مع جمال المقام الموجود جواه واقروا الفاتحة.
