مسجد أحمد بن طولون.. تحفة إسلامية بهندسة مسيحية
القاهرة الفاطمية تاريخ مصر تحفة إسلامية مساجد القاهرة مسجد أحمد بن طولون مصر القديمةAhmed Abd El Gawad
وأنت موجود فى منطقة السيدة زينب ورايح على مسجد السيدة عائشة، في المنتصف تقريبًا هتلاقي مسجد أحمد بن طولون، وهو ثالث جامع بُني في مصر بعد جامع عمرو بن العاص وجامع العسكر، أول ما حضرتك هتدخل المسجد هتقابلك مساحة كبيرة وهي صحن المسجد الكبير والهدوء هو سيد المكان، حالة من الخشوع الغريب هتحس بها وأنت داخل المسجد، يمكن علشان طريقة بناؤه أو الجو والعبق اللى فيه.
هنعرفكم الأول بصاحب الجامع وهو الأمير أحمد بن طولون اللى عاش 50 سنة من 220 هـ إلى 270 هـ، وقدر في الفترة دى أنه يخلد اسمه في التاريخ. هو من الأتراك، لما نزل مصر تزوج ووالد زوجته هو السلطان “برقوق” اللي أعطاه ولاية مصر، وبعد وفاة “برقوق” أسس أحمد بن طولون الدولة الطولونية في مصر، وبنى قصره ومسجده وعمل مدينة مهمة اسمها مدينة القطائع، واللى إحنا النهاردة هنتكلم عن أهم جزء باقي منها وهو المسجد.
المسجد مبني على جبل اسمه “جبل يشكر” وعلشان كده تلاقي الجامع عالي عن المنطقة المحيطة به، واللى حصل أن أحمد بن طولون والي مصر في الفترة دي بعد ما انتهى من بناء قصره قرر بناء مسجد كبير ومختلف، وبدأ البناء فيه من سنة 263 هـ إلى سنة 265 هـ، وهو مبني على طراز سامراء واللي أهم حاجة بتميزها “المئذنة الملوية” ودى حضرتك لازم تروح وتشوفها بنفسك لأن المئذنة لوحدها تحفة معمارية، وبيعتبر جامع بن طولون من أهم الجوامع فى مصر لأنه تقريبًا الوحيد اللي لسه محتفظ بأغلب طرازه المعماري على حالته الأصلية وتكلف بناؤه 120 ألف دينار.
الجامع طوله تقريبًا 138 متر وعرضه 118 متر، تخيلوا بقى المساحة دي عاملة إزاي، وهو مبني بالرخام والحجر، وده لأن بن طولون كان عاوز جامع يعيش ويخلد اسمه في التاريخ، وللجامع صحن كبير في وسطه قبة لها مدرجات لحد ما تعمل شكل القبة، وفيها مكان للوضوء، وهتلاقوا حول الجامع سور كبير فيه تزيين على أعلاه على شكل عرائس ودي مش هيأخذ باله منها إلا اللي يدقق النظر فيها، والمئذنة مبنية على مربع طالع بعد كده بشكل أسطواني وبتنتهى بشكل مثمن وفيه قبة طولها حوالى 40 متر والمئذنة دي فريدة من نوعها فى القاهرة، وهي من أكثر الحاجات اللي بتميز جامع أحمد بن طولون، وفيه كمان كتابات بالخط الكوفي على الخشب اللي بيزين جدران المسجد وفي أغلبها آيات قرآنية، ده طبعًا غير النقوش والتزيين اللي على الأبواب والشبابيك والقبلة والمحراب والأعمدة، تحفة معمارية لازم تشوفوها.
العجيب بقى فى الأمر أن اللى بناه هو مهندس مسيحي، تخيلوا ده!! قد إيه كان فيه تعايش في الدولة الإسلامية في مصر وقتها، وسماحة بين الدينين الإسلامي والمسيحي، والمهندس اسمه “سعيد بن كاتب الفرغاني”.
وفي سنة 470 هـ قام بدر الجمالي وده كان وزير الخليفة الفاطمى “المستنصر” بعمل إصلاحات في الجامع وده هتلاقوه مكتوب على لوحة رخامية موجودة في الجامع، وثاني واحد عمل إصلاحات فيه هو الملك فؤاد الأول عام 1918 م، وأمر بعمل إصلاحات شملت ترميم المسجد كله وأنفق عليه 40 ألف جنيه.
دي كانت نظرة سريعة على جامع أحمد بن طولون اللي عاوزينكم تروحوا هناك علشان تتعرفوا عليه بشكل أفضل وأحسن وتستمتعوا بجد بجامع مميز.