سور الأزبكية فى العتبة: بيع واشترى الكتب
Marcus Benigno
فى العقود الحديثة، القاهرة يمكن تكون تنازلت عن
لقبها لبيروت كأكبر قوة نشر للكتب، لكن بيع وشراء الكتب لسه بـ يزيد فى العاصمة.
زيارة لبائعي الكتب فى الأزبكية الموجودة فى سوق العتبة هـ تقدم
لك لمحات مستمرة عن ماضى القاهرة الثقافى والأدبى.
بعد المدخل الشمالى الشرقى لمحطة مترو
العتبة، هـ تلاقى أحسن أرشيف عتيق لعشاق الكتب
المستعملة فى القاهرة منتشر فى 132 كشك موزعين
فى صفوف ضيقة. الأكشاك البيضاء المتوجة بشكل جاروف برونزى تشبه خيام مؤقتة موجودة
على عربة ملكية أو مهرجان احتفالى فى الهواء الطلق، وكل كشك فيهم له شخصيته
المستقلة وبائع مختلف تتكلم معاه.
في كشك منهم،
ابن واحد من بائعي الكتب قاعد يقلّب فى كتاب صور للأطفال وحوله كتب أطفال لونها
وردى من الحائط للحائط، وفى كشك ثانى رجل لابس جلابية قاعد بـ يقرأ قرآن. وفى واحد
ثالث رجل لابس بنطلون ضيق وقاعد أمام لاب توب والسماعات طالع منها موسيقى عالية
وفوقه يافطة على شكل قوس قزح مكتوب عليها “كتب”.
بغض
النظر عن البائع اللى تختاره، أكشاك الكتب مليانة مجموعات جديدة وقديمة من
الموسوعات، وكتب دينية، وكتب إرشادات وقصص مثيرة، وكمان مجلدات كلاسيكية زى كتاب جون
ميلتون “الفردوس المفقود”، وكمان كتب دراسية كإصدار ضخم من الكتاب الطبى
المهم Nelson’s
Textbook to Pediatrics. فى الأساس أكثر ناس بـ يحبوا أكشاك الأزبكية هم الأطباء،
والمهندسين، والطلاب اللى بـ يدوروا على كتاب معين لأن أسعارهم بـ تبقى أقل يمكن
حوالى 10 مرات عن محلات الكتب
المعروفة أو عن طريق الإنترنت.
فى الثماني سنوات اللي
فاتوا، إسلام فتحى بـ يدير خمسة أكشاك كتب فى الأزبكية، وقال: “كانت مفاجئة
له أن الشغل ماشى كويس، ورغم أننا فى عصر الإنترنت واستخدام الكتب الإلكترونية
والمواقع اللى ممكن تقرأ منها وتدفع من بطاقتك الائتمانية، وده أكيد بـ يهدد مهنة
بيع الكتب، لكن المصريين لسه ما واكبوش العصر”.
قول
عليهم رجعيين أو مستغلين، لكن ما تقدرش تنكر متعة إحساس أنك تمسك كتاب ورق بإيديك
وتعيش مع الرواية وأنت بـ تقلبها صفحة بعد صفحة لغاية ما توصل للنهاية. ولناس
ثانيين، شكل محلات الكتب المستعملة بـ يفكرهم بمحلات الأنتيكات. الكتب ممكن كمان
تكون أداة ديكور. مجموعة كبيرة من الكافيهات فى القاهرة بـ تعرض مجموعة من الكتب
المختلفة القديمة لإضافة لمسة منزلية على المكان.
مع
وجود بعض الكتب اليونانية والفرنسية أو حتى الألمانية، الكتب الموجودة فى الأزبكية
غالبًا عربى أو إنجليزى. الأكشاك نفسها غالبًا غير منظمة، والكتب فى أغلب الأكشاك
تنظيمها سيء. لكن هو مش ده جزء من متعة الموضوع؟ الزبائن مضطرين يدوّروا وسط أكوام
من الكتب والمجلدات بعضها يرجع للعصر الكوزموبوليتاني. البحث وسط الكتب ممكن يأخذ
من وقتك ساعات، ولحسن الحظ أن الأكشاك فاتحة من 10 صباحًا لـ 10 مساءً كل يوم ماعدا الجمعة.
لكن
خلى بالك، لأن زى ما فيه كتب أصلية موجودة بأسعار رخيصة، كمان بعض الكتب بـ تبقى
نسخ رخيصة وعليها ختم مش واضح وأغلفة تشبه الأصلية. علشان كده الحكم من الغلاف
غلط، لازم تفتح الكتاب وتبص فيه. وتوظيفًا لإمكانياتنا الكويسة فى الفصال، قدرنا
ننزل ثمن كتاب كارل جونج Four Archetypesلـ 40 جنيه وكتاب تى أى لورانس Seven Pillars of Wisdom لـ 20 جنيه والكتابين نسخه أصلية وفى حالة جيدة.
الممرات اللى فى الأزبكية هادئة شوية بالنسبة للأزقة
الزحمة فى السوق ويستحقوا الزيارة. بعيدًا عن الكتب، والمجلّات القديمة وبوسترات
الأفلام القديمة، تقدر تلاقى كروت وبطاقات تذكارية ينفعوا كهدايا وتذكارات أحسن من
ميدالية مفاتيح على شكل جمل أو أبو الهول وهرم بـ يوضع عليه كرة جولف بجودة رديئة.