Omar Abd-elmaqsoud
لأن التاريخ والحضارة اتولدوا في مصر، فكان طبيعي إن التراب اللي بنمشي عليه يكون غالي علينا، ومايقدرش ده غير اللي يعرف يعني إيه “مصر” وتاريخها وحضارتها وجذورها.
ويمكن علشان كده نقدر نقول إن المنافسة بين الحضارات المختلفة لسة موجودة لحد النهارده، وفي الإطار ده كان طبيعي نشوف عدد كبير من المسلات المصرية الأثرية بره الأراضي المصرية، يا إما نهبها الرومانيين والفرنسيين في فترة الاحتلال الروماني لمصر والحملة الفرنسية، أو أهدتهم الحكومة المصرية لدول تانية زي هدايا الأسرة العلوية لدول عظمى أيامها علشان تكسب ودهم، أو كنوع من التفاخر والمصالح لأنهم عرفوا قيمة الحضارة المصرية القديمة عند الغرب.
المسلات تعتبر واحدة من أقدم الآثار التاريخية للحضارة المصرية، وتاريخ إنشاءها بيرجع لحوالي 5 آلاف سنة، ويمكن علشان كده بقت رمز من رموز الحضارة المصرية القديمة، وأيقونتها في أي مكان في العالم.
أهم وأشهر المسلات الموجودة بره مصر هما المسلتين المعروفتين باسم “كليوباترا” اللي عملهم الملك تحتمس الثالث من أكثر من 3500 سنة، وكانوا موجودين قدام معبد عين شمس، وبعد كده نقلهم الإمبراطور “أغسطس” قدام معبد قيصر.
المسلة الأولى موجودة حاليًا في حديقة “سنترال بارك” في نيويورك في أمريكا، وكانت هدية من بنت الخديوي “إسماعيل” لأمريكا بناء على رغبة الخديوي بعد افتتاح قناة السويس، واتنقلت لهناك سنة 1879، أما المسلة الثانية فممكن تشوفوها جمب نهر “التيمز” في انجلترا وكانت هدية من والي مصر ساعتها “محمد علي باشا” سنة 1831 بمناسبة انتصار السير “نيلسون” على “نابليون” الفرنسي في معركة “النيل”، لكن المسلة فضلت في الإسكندرية لحد سنة 1878 ونقلها بعد كده السير “وليام جيمس ابراسموس ويلسون” للندن بتكلفة 10 آلاف جنيه إسترليني في وقتها.
في كمان 4 مسلات مصرية في باريس، أولهم مسلة “كونكورد” اللي بترجع لعهد الملك رمسيس الثاني اللي بناها قدام معبد الأقصر، وبعد كده أهداها الوالي “محمد علي” لملك فرنسا “لويس فيليب” تقديرًا لجهود فرنسا في اكتشاف الحضارة المصرية القديمة، واتنقلت لفرنسا سنة 1833، وزينت وسط ميدان “الكونكورد” في باريس، قريب من مكان إعدام الملك “لويس” السادس عشر والملكة “ماري أنطوانيت”، في احتفال صاخب في أكتوبر 1836.
قبل مسلة “الكونكورد” كان في كمان مسلة موجودة وسط ساحة “الونتابلو” في باريس، واتنقلت مع “نابليون بونابرت” لما تأكد إن الحملة الفرنسية على مصر خلاص فشلت، فقال ما نخرجش بإيدينا فاضية برده.
المسلة الثالثة موجودة في ساحة “فنسان” والرابعة في “أرل” ، ده غير مسلة موجدة في تركيا ترجع للملك “تحتمس الثالث” موجودة في تحديدًا في ميدان الخيل جمب مسجد السلطان أحمد في “اسطنبول” وكان نقلها من مصر الإمبراطور الروماني “ثيودوسيوس الأول”.
في روما كمان ممكن نشوف 8 مسلات مصرية حاليًا، وهي مسلة “لاتران” طولها 32.18 متر، وموجودة في ساحة “مكسيموس” ولما تم اكتشافها أول مرة، كانت متقسمة لـ 3 أجزاء منفصلة، وبعد ما تم تجميعها بقت أقل 4 متر عن طولها الأصلي، ده غير مسلة “الفاتيكان” اللي ارتفاعها 25.5 متر، وكانت موجودة في هليوبوليس، واتنقلت لروما سنة 38 ميلادية، وهي دلوقتي موجودة في ساحة الفاتيكان “ساحة القديس بطرس” بأمر من البابا “سيكستوس الخامس”، أما مسلة “فيلامينو” فارتفاعها حاليًا 24 متر، وموجودة في ساحة “مكسيموس”.
في كمان مسلة “سولاري” الموجودة في ساحة “بلاتزيو مونتيتشيتوريو” في روما من سنة 1792، ومسلة “مينيرفيو” الموجودة جمب معبد “إيزيس” في روما، وأعيد نصبها سنة 1667 بواسطة البابا “ألكسندر” على قاعدة بشكل فيل خلف معبد “بانشيون”.
وأخيرًا مسلة “دوجالي” اللي هتلاقوها كمان في معبد إيزيس في إيطاليا وهي حاليًا بتتعامل كنصب تكريمي لمعركة دوجالي في الحبشة، وكمان مسلة “ماتيانوا” في “فيلا كليمونتانا” في إيطاليا برده.