-
42 شارع النصر
-
لبناني
-
Waleed Abuarab
فيه مشكلة بـ تقع فيها أماكن كثير بـ تفتح جديد خاصة المطاعم والكافيهات
وهي أن الشكل بـ يبقى غير المضمون، سواء من حيث أصناف المنيو اللي مالهاش علاقة
باسم المحل أو نوع المطبخ المكتوب على اليافطة الخارجية، يعني مثلًا المطعم يبقى
معروف أنه لبناني وتلاقيه بـ يقدم أكل إيطالي أوالعكس، وساعات الشكل بـ يختلف عن
المضمون من حيث الجودة، يعني الشكل بـ يبقى جذاب جدًا من الخارج أو الداخل
ويخلي الزائر عنده توقعات عالية من حيث الطعم اللي المفروض يبقى حلو زي شكل
المكان، لكن بـ تبقى المفاجأة أن مستوى الأكل مالوش أي علاقة بشكل المكان الأنيق. طبعًا كل الكلام ده
مهم وهو اللي بـ يميز مكان عن الثاني، بس لما يكون المكان استوفى أهم شرط وهو جودة
المطبخ وطعم الأكل الحلو.
لما شفنا مطعم «بيت جدي» من الخارج عجبنا شكل يافطة باللون الأحمر وعجبنا
شكل المحل المكون من طابق واحد وهو مبنى مستقل بذاته موجود في ميدان الجزائر في
المعادي الجديدة، مافيش أي كلام مكتوب على واجهة المحل بـ تدل على نوع الأكل اللي
بـ يقدمه، لكن عرفنا لما شفنا المنيو أنه خليط من أكثر من مطبخ شرقي زي المصري
والخليجي واللبناني وفيه مشويات وساندويتشات ومقبلات.
المكان هادئ من الداخل وبـ يفكرنا بالمطاعم اللي بـ تبقى موجودة بالمدن
الساحلية من حيث الروقان والمساحات الواسعة وكمان علشان كراسي البحر المستخدمة
فيه، مريحة وشكلها جديد، وفيه شاشات تليفزيون والمكان كله مغلق ومكيف. المنيو زي
ما قلنا فيه أصناف كثير من الأكلات الشرقية وممكن تطلب أي أكلة في هيئة طبق أو
وجبة من المكون الرئيسي مع إضافة السلاطات والأرز والبطاطس المحمرة.
بدأنا بشوربة كريمة الدجاج (6 جنيه) ودي كانت أحلى حاجة أكلناها في زيارتنا
وكان قوامها ممتاز. بعد كده طلبنا طبق مشكل من المشهيات (25 جنيه) فيه ممبار
وسمبوسك وثومية وطحينة وبابا غنوج وهنا بدأ المستوى يهبط لأن الممبار ما كانش طازج
والثومية مالهاش أي علاقة بها وما جيناش جنبها، والطحينة صايصة وبالعافية
أكلنا السمبوسك والبابا غنوج. طبق ميكس جريل (45 جنيه) فيه الكباب عبارة عن لحمة
محمرة ما جاتش جنب الفحم، والكفتة كأنها معمولة في الفرن، والشيش طاووق كان معقول.
ليه مطعم يقدم لحمة محمرة على أنها كباب؟
المهم.. طبق رئيسي ثاني هو ورقة اللحم مع
الأرز المبهر (55 جنيه) واللي كنا متوقعينه يُقدم في ورق فويل مع البصل والبطاطس
زي ما بـ نشوفه في كل حتة، لكن هنا هو اتقدم طبق عادي وسط الأرز والبطاطس وكان طعمه كأنه شاورما بصوص البصل مافيهوش نكهة
التسوية على البخار المعروفة لورقة اللحم، وبكده يبقى المستوى تدرج في الهبوط لحد
ما وصلنا لآخر طبق رئيسي علشان نكتشف أن «بيت جدي» عنده مشكلة حقيقية في المطبخ،
مش في الشيف اللي بـ يعمل الأكل لكن في مدى الاهتمام بالعميل واحترام ذكائه، لأن
اللي اتقدم لنا كان تقريبًا حاجة ثانية غير اللي إحنا طالبينها وعارفين طعمها.
الخدمة جيدة رغم كل شيء والطلبات بـ تنزل بسرعة، نظافة صالة الطعام ملحوظة
لكن الحمامات للأسف محتاجة شوية صيانة. المنيو فيه كبسة وبرياني وكباب هندي بالصلصة
وحمام محشي وملوخية بالأرانب. وفيه مشروبات وعصائر وحلويات، لكن ما كانش فيه مبرر
نجربها بعد ما الأكلات الرئيسية أحبطتنا.
«بيت جدي» مكان شكله حلو واسمه حلو وموحي بحاجات كويسة كثير، لكن الاهتمام
بالتفاصيل واحترام ذكاء ورغبات الضيوف وجودة الأكل لازم يكون على رأس الأولويات
علشان يُكتب للمكان النجاح، وأي فقدان لأي واحد من العناصر دي يعتبر غير مقبول.
ياريت في زيارتنا القادمة يكون تم الالتفات للنقاط دي. وزيارتنا الجاية بشكل شخصي هـ تكون في
رمضان لأنه عامل منيو وبوفيه للأفطار والسحور وإحنا رغم كل حاجة لسه عاوزين نجربه.