-
4 شارع أبو حنيفة المتفرع من عبد الله العربي
-
آسيوي
-
-
11 صباحًا - 10:30 مساءً -
Nagla Ashraf
فيه أماكن ممكن من شكلها تأخذ بعضك وتلف وترجع ثاني، لأنك مش مستعد تضحي بصحتك، لكن في مطعم "النيل –Nile El" برغم أنه مطعم شعبي يفكرك بمحلات الكشري كده لبساطة الترابيزات اللي فيه والمفرش الملون البلاستيك والكراسي الخشب، بس بالنسبة للأكل حاجة كده مزاج وفن وهندسة كما قال القائل اللي مش فاكرين اسمه.
فيه غرفتين مبدأيًا: غرفة كبيرة فيها حوالي 6 أو 7 ترابيزات وفيه غرفة على جنب صغيرة فيها حوالي 4 ترابيزات وفيها تكييف اللي "بواحد جنيه" زي ما هم كاتبين على الحائط، بس طبعًا لأننا في الشتاء ما كانش شغال، أول ما بـ تأخذ المنيو بـ تلاحظ بساطته، منيو مطبوع ومغلف بالبلاستيك الجامد ومكتوب بكل لغات آسيا تقريبًا مع اللغة العربية والإنجليزية، وعلى الجنب صور الوجبات وأرقامها، والعجيب بقى أن الأكل بـ ييجي شبه الصورة بالضبط مش هزار.
كل الموجودين في المطعم ماليزيين أو آسيويين بشكل عام بما فيهم صاحب المحل وزوجته، اللي بـ يتكلموا عربي مكسر، وطبعًا بـ تلاحظ برضه أن أغلب اللي بـ ييجوا المحل من نفس الجنسية، من طلبة كلية الأزهر، إلا بعض القلة المندسة المصرية اللي بـ يحبوا الأكل الغريب زي حالاتنا، والغريب بقى أننا عرفنا أن المحل ده فاتح من 2009 تقريبًا، بس مش مشهور عند أغلب المصريين.
المهم بعد حيرة وسط الوجبات وأسمائهم وسؤال الجرسون على كل مكون، طلبنا إيه بقى، مستعدين وخلوا بالكم من الأسعار، طلبنا سوكي ياكي (19 جنيه الحجم الكبير، الحجم الصغير بـ 13 جنيه)، وكويتاو ماماك (19 جنيه)، وموتيارة بنفس السعر، وأدانج تيبون (20 جنيه)، والجديد بقى عندهم أن أي مشروب بـ 3 جنيه بس، بـ تقولوا كام يا أولاد؟ 3 جنيه، يعني إحنا ممكن نشرب بتاع 7 عصائر علشان نجيب ثمن عصير واحد في أي كافيه، والحقيقة أنه عنده عصائر مختلفة جدًا وخاصة بثقافتهم، فطلبنا شاي تايلاندي وعصير ذرة وعصير باندام.
بعد حوالي نصف ساعة الأكل وصل، صحيح الأطباق كانت بسيطة برضه زي أطباق أي منزل مصري بسيط، إلا أن الطعم ما نقولكوش، قنبلة توابل آسيوية ممتعة وممزوجة بسحر الأساطير القديمة. نبدأ بالمقبلات وهي اسمها أدانج تيبون، ودي يا سيدي جمبري متحمر بس بتتبيلة مختلفة لا بالدقيق ولا بالبقسماط، هي خليط عجيب جواه سائل أحمر نعتقد أنه تشيلي صوص لأنه كان حار، وكان معاه صوص كاتشب عادي، صحيح كان نفسنا في صوص مختلف بس طعمها كان حلو.
أما بقى الاختراع الكبير قوي خالص جدًا، السوكي ياكي، وده إيه بقى إن شاء الله؟ ده حضرتك نودلز عليها كل الإضافات اللي ممكن تيجي في خيالك: سمك ولحمة ودجاج وبيض وممكن تختار مكون واحد فيهم بس لو عاوز، وبهارات من أعماق أعماق تايلاند بس في شوربة وعليها صوص أحمر حار حكاية، ولكن هـ تقع في مشكلة وأنت بـ تأكل أنك مش هـ تبقى عارف تأكل النودلز والشوربة سوا مرة واحدة، لازم كل واحدة لوحدها إلا لو أنت حريف نودلز بالشوربة ده موضوع ثاني، المهم يعني يا جماعة الطعم ما يتوصفش من حلاوته لازم تجربوها كانت أحلى حاجة أكلناها.
طلبنا كمان موتيارا وده أرز بالبسلة والجزر والكاري والتوابل الغنية جدًا، بس فيه مفاجأة بقى أن فوقه بيضة مقلية، أي نعم، والأعجب أن البيضة كانت مستوية جدًا ولذيذة وطعم الأرز يبقى ناقص من غيرها.
طلبنا كمان كويتاو ماماك وده نودلز بالدجاج وصوص صويا والحقيقة أن طعمه كان لذيذ جدًا، ممكن تغير الصوص لو مش بـ تحب صوص الصويا، بس لازم تجربه لأنه كان تجربة ممتعة ومنعشة.
نيجي بقى للشاي التايلاندي وجمال الشاي التايلاندي، إحنا شربنا أنواع شاي كثير بس عمرنا ما شربنا شاي مسكر كده، كان فيه مزيج حلو في الشاي بطريقة عجيبة كأنهم حاطين أعشاب فاكهة مسكرة جواه، لدرجة أنه مش محتاج سكر، إلا لو أنت من بتوع شاي سكر زيادة.
كمان عصير الذرة كان لطيف ومعاه لبن الصويا، أما عصير الباندام كان عبارة عن أعشاب خضراء عندهم بس الحقيقة مالهاش أي طعم كنا حاسين أننا بـ نشرب لبن بحشائش خضراء، ولو أنتم مش بـ تحبوا اللبن ننصحكم بلاها عصير بلبن وخليكم في الشاي، بس ابقوا اشربوه من غير لبن، والجرسون بـ يسألكم عامة.
عامة التجربة ممتعة قوي، وهم أشخاص خدومة جدًا بغض النظر عن اختلاف اللغة، وشكل المكان، الأكل هناك قصة عشق لا يفهمها سوى المزاجنجية.