بالنسبة لنا لغز الألغاز، ما حدش عارف ليه ولا إزاي يفتح مطعم ثاني في حي ثاني بـ يحمل نفس الاسم والشعار للبرنس ملك الكبدة الشهير الموجود في إمبابة، ويبدو للجميع وكأنه فرع ثاني للمحل في حين أن هو مش كده، بل والمطعم الأصلي يتبرأ منه على صفحات الجرائد ويقول “ليس لنا فروع أخرى” وأنه بـ يلاحقهم قضائيًا وأنه “لا برنس إلا البرنس” الموجود في شارع طلعت حرب في إمبابة. لكن يستمر محل «البرنس» الجديد في مدينة نصر في تقديم وجباته بنفس المنيو ونفس الأسعار ونفس الديكورات تقريبًا الموجودة في المحل الأصلي، ويبقى اللغز، ويزداد الأمر تعقيدًا لما تحاول تسأل أي من الموظفين هنا عن الموضوع وتلاقيه بـ يرد يقول أي كلام. لكن الجزء الأهم بالنسبة لنا كان الأكل نفسه، المطبخ، اللي هو سر تميز البرنس الأسطورة اللي خطف قلوب القاهريين وخلى القعدة هناك من ضمن طقوسهم لسهرات العشاء للأكيلة ولوجبات الإفطار والسحور في رمضان، وقبلة مهاويس الكبدة والفتة والطواجن، يا ترى قدر محل مدينة نصر أنه يوصل للمكانة دي أو يجبر الناس أنها تعترف به كمنافس قوي للملك في إمبابة؟
بعد تجربة وحيدة في «البرنس» ممكن نبدو قاسيين عليه حبتين في النقد، لكن الفكرة أن بعد الدعايا الكبيرة اللي عملها لنفسه والموقف غير المفهوم لاستخدام نفس الاسم والشعار كان لازم يبقى جدير بالتحدي والضجة اللي عملها على الأقل ولو على مستوى الأكل والمطبخ، لكن بعد ما طلبنا معظم الأصناف المشهور بها البرنس في زيارتنا الأخيرة حسينا بالإحباط والغيظ الشديد، هناك فرق.. الطعم غير والصنعة غير وشكل الأكل نفسه غير، المطعم هنا للأسف حسسنا أنه مسخ غير مكتمل لمطعم إمبابة، شبهه كثير في الديكور والتصميم وألوان الجدران والترابيزات، حتى شبهه في الخدمة وطريقة الموظفين العاملين، الطابع الشعبي الرسمي لو صحت لنا التسمية، حتى لحد ما نزلت لنا السلاطات كنا مبسوطين وحاسين بالمذاق الفريش للخضار والبابا غنوج، لكن مع ظهور الأطباق الرئيسية الموضوع اختلف كثير.
طلبنا ربع كيلو من كل حاجة: كبدة جريل (38 جنيه) سجق جريل (38 جنيه) لحمة أميرية (45 جنيه) اللي شرائح اللحم الكندوز المقطعة زي الستيك ومعاها أرز بالشعرية بالكبد والكلاوي، وطاجن فتة باللحمة والعيش المحمص والصلصة (34 جنيه). طبعًا فيه ورقة لحمة وطواجن البامية والملوخية والعكاوي ومكرونات وأرز باللحوم والكبدة ومخاصي وحواوشي وكل الحاجات اللي ممكن تلاقيها في أي “برنس” وأسعار الأطباق عمومًا بـ تتراوح من 30 لـ 60 جنيه.
الكبدة والكلاوي على الجريل هي أحسن حاجة ممكن تأكلها هنا، مخدومة كويس ومستوية كويس، السجق كان غريب وشكينا أنه مش لحم بلدي، عليه كمية طماطم مش طبيعية والتوابل والبصل قليل، وما كانش له الرائحة الجذابة المشهور بها السجق الشرقي على الجريل. الفتة باللحم كانت الأسوأ على ترابيزتنا، الصلصة اللي عليها كأنها حامضة أو مركونة من زمان، والأرز معجون مع العيش مش مفلفل وفريش، لكن الملفت أن كمية اللحوم كانت كبيرة فعلًا في كل الأطباق. طبق اللحم الأميرية أو الستيك الشرقي كان كويس وشرائح اللحم رقيقة جدًا ومستوية تمام، وزي ما قلنا في البداية السلاطات كانت جيدة جدًا. من طبقين حلو هم الأرز باللبن والكريم كراميل طلبنا أرز باللبن (7 جنيه) بـ يُقدم في طاجن فخار وطعمه كان رائع، واستعدينا للمغادرة بعد ما تأكدنا أن مش أي برنس يبقى برنس.
المطعم في مجمله مش سيء، لكن المشكلة أنه أثار جدل كبير بظهوره خلت عليه العين وتوقعات الناس زادت من ناحيته، فالغلطة هنا بعشرة، لكن لو عاوز تأكل طواجن وكبدة ومكسل تروح إمبابة ممكن تتعامل في مدينة نصر، وهو بالمناسبة مش في عباس العقاد كمان زي ما هو كاتب في العنوان، لكن موجود في شارع داخلي موازي لعباس العقاد لما تدخل يمين من بعد ماكدونالدز اللي هناك، ودي غلطة ثانية.