-
من الآن
-
عربي عربي
-
30 EGP
-
مكتبات وسط البلد
Cairo 360
فيه كتب بـ يُقال عنها “Original”.. نقدر نقول أن كتاب أسامة هيكل “150 يومًا فى تاريخ مصر” من الكتب دي، لأسباب كثير منها أن الكاتب اللي قدم الكتاب هو نفسه اللي خاض الأحداث من خلال منصبه القيادي في وزارة الإعلام، وده منصب مش سهل في توقيت مش سهل، ما حدش يقدر يتكلم عنه غير صاحب التجربة، لذلك هو كتاب مهم ويستحق القراءة.
المؤلف بروز النقطة اللي بـ ينفرد بها كتابه لما قال:”حقيقة في زمن الكذب”، لكن إحنا بـ نقول أن الحقيقة مش عند حد، كل واحد فينا بـ يكون جزء من الحقيقة، المهم بقى أن الكاتب بـ يقطع الشك باليقين في الكتاب في المسألة المتعلقة بالتوريث…ناس كثير بعد سقوط نظام مبارك قالوا أنه كان مظلوم وأن ما كانش فيه حاجة اسمها توريث، لكن أسامة هيكل الصحفي المقرب من النظام بـ يؤكد في كتابه أن عملية التوريث لجمال الابن كانت ماشية بسرعة شديدة، وأن كان مصر بينها وبين جمال رئيسًا شهور قليلة، لولا الثورة.
هيكل اللي كثير بـ يتم اتهامه بأنه رجل حكم العسكر وأنه مُدان بالجرائم المنسوبة لهم بـ يتكلم عن نقطة مهمة جدًا في كتابه، تتعلق بعيوب الثورة والثوار، و بـ يقول أن انتقاد الثورة مش معناه أن المنتقد بـ يكره الثورة، لكن معناه أن الناس لازم تسمع له وتعرف هو بـ يقول إيه علشان يصلحوا أخطائهم.
خمسة شهور فقط قضاها هيكل كوزير إعلام، بـ يوصفها أنها أخطر فترة في تاريخ مصر، ودي حاجة عنده حق كبير فيها لأنه على أساس الفترة دي تحدد مصير البلد كلها لسنين قادمة، الكتاب مكون من 11 فصل بـ يتكلم من خلالهم عن موقعه كمعارض للتوريث وإزاي فجأة بقى وزير في كرسي الحكم اللي بـ يقول أنه كان ضده، وبـ يطرح وجهة نظر مستفزة شوية، ناس كثير هـ تعارضه فيها وهي أن إعلام النظام تحول في عهده لإعلام الدولة، وده مش صحيح بدليل المذيعين اللي كانوا بـ يطلعوا يحرضوا المصريين على بعض في عهده على تليفزيون الدولة الرسمي.
في بعض الفصول ضروري هـ تتعاطف معاه فيها، أي قاريء لما يشوفها هـ يحس فعلاً بالأزمة اللي بـ يكون فيها صانع القرار حتى لو كان وزير كثير مننا مش بـ يحبه، فصل كامل بـ يتكلم فيه هيكل عن معاناة اتخاذ القرار، خاصة في ظل أحداث بـ تحصل بسرعة الصاروخ، بـ يحكي عن بعضها أنه كان يدخل اجتماع معين علشان يبحث مع باقي الوزراء أزمة ما يخرج يلاقي الأزمة تضخمت أكثر ووقع ضحايا أكثر وأكثر.
هيكل بعد خروجه من الوزارة بقى من أكثر معارضي نظام جماعة الإخوان، ودائمًا بـ يلفت من خلال كتابه وأحاديثه أنهم كانوا عنصر أساسي في تسخين الأحداث خاصة على شبكة الإنترنت من خلال طرح أخبار مش صحيحة، أو من خلال إساءة سمعة المجلس العسكري، ودي حاجة بـ يفسرها بأنهم كانوا عاوزين يقصروا الفترة الانتقالية بأي طريقة علشان واثقين أنهم هـ يأخذوا الحكم في مصر.
يمكن أكثر جملة عجبتنا في الكتاب هي الجملة المذكورة في آخره لما الكاتب بـ يقول: “أن الحكام أمام سخط الشعب وغضبه وشعوره بالغلاء والتعب مافيش أمامه غير أنه يهتم ويبحث وما يركزش على تقارير معاونيه وأصحاب المصالح فقط، فـ يشعر الناس بأنه معهم ومنحاز لهم فعلاً وقولاً.