-
جمال عمر
-
سير ذاتية
-
من الآن
-
عربي عربي
-
20 جم
-
المكتبات
Rehab Loay
زمان قال عباس محمود العقاد أن حياة واحدة لا تكفيه، عايز
عمر أطول علشان يقرأ كتب أكثر، لأن الكتب بـ تخليك تعيش في زمان ومكان مختلف، ومع
ناس ثانية غير اللي تعرفهم و بـ تشوفهم، ناهيك عن الخبرات اللي ممكن تفيدك في
حياتك اليومية، الكلام اللي قاله العقاد بـ ينطبق تمامًا على كتاب اسمه «مهاجر غير
شرعي» لجمال عمر، الكتاب ده ممكن يفصلك عن حياتك تمامًا، لو قرأته بـ تركيز هـ
تلاقي نفسك عايش في دنيا ثانية، فيها خطر وخوف وحب ومغامرة وخبرة ومشاعر كثيرة
مختلفة يمكن الواحد ما حسش زيها قبل كده، ومواقف أكثر بـ يعيشها بطل الكتاب ومؤلفه
جمال عمر خلال رحلته المثيرة من شمال مصر -الدلتا- وهو في طريقه لأمريكا،
اللي رايح يشتغل فيها أي حاجة، المهم أنه يعرف يعيش، وفي رحلته بـ يعدي على 8 دول
في أمريكا اللاتينية علشان يوصل إلى نيويورك في النهاية، ويشتغل فيها سواق تاكسي.
خلال حياته في نيويورك، بـ يعيش جمال مواقف وحكايات
مختلفة، يمكن عدت على مهاجرين كثير من غير ما تدفعهم إلى الكتابة، لكن جمال ولأنه إنسان
مثقف وعنده حساسية للأحداث كان مقدر قيمة اللي بـ يشوفه فـ لقى نفسه بـ يكتبه بلغة
سهلة، مافيهاش تعقيد أو كلكعة، وتشدك كقارئ أنك تكمله.
– “أذكر الأستاذ رأفت المدرس معي في المدرسة،
وكنا نتحدث يومًا، فقال خلال الحديث أن طعام “ماكدونالد” مؤامرة غربية
لجعل لمسلمين يأكلون لحم الخنزير، فسألته:
– كيف يا شيخ رأفت؟
– فقال: كلمة هام في القاموس بتاع إلياس معناها لحم
خنزير، مما يعني أن كلمة هامبورجر معناها أنه معمول من لحم الخنزير.
– معقول يا شيخ رأفت كل مسلمين بلادنا اللي بـ يشتغلوا في
ومع ماكدونالد يشتركوا في المؤامرة دي علشان يأكلونا لحم خنزير؟
لم يكن عندي رد أو معلومة أقولها للشيخ رأفت ولكن الموضوع
شغلني، فقد كنت أرفض نظريات المؤامرة، وأسخر دائمًا ممن يرددونها، لكن حديثه جعلني
عندما عدت إلى البيت أفتح قاموس إلياس، وبالفعل وجدت كلمة “هام” بمعنى
لحم الخنزير، ولكن عقلي لم يرتكن إلى ذلك، وظللت أبحث واستمر الحال معي أسبوعًا،
حتى وجدت بعض المعلومات في مكتبة قصر ثقافة المركز، وأن كلمة هامبورجر، تعود إلى
مدينة هامبورج في ألمانيا، فعادت إليَّ نفسي، ولكن بالرغم من ذلك لم تتح لي الفرصة
أن أجرب أكل “مستر ماكدونالد”.
في الفقرة اللي فاتت بـ يحكي المؤلف ببساطة نظرة المصريين
-وخاصة أهل القرى منهم- للغرب ومنتجاتهم، وهي نفس العقلية اللي بـ تسعى، بل وتخاطر
بحياتها علشان تسافر وتشتغل مع الغرب، ساعتها بـ يتحولوا 180 درجة وساعات مش بـ
يرجعوا خالص، وبـ يعيشوا هناك، زي المؤلف كده ما تزوج وعاش هناك.
وعلى الشاكلة دي بـ يحكي مواقف كثير بـ تعرفك شكل الحياة
والمواقف وطريقة التفكير في قلب محافظات الدلتا، وفي أقصى بلاد العالم، وبـ تلاقي نفسك
خارج من القراءة مستمتع جدًا بالتجربة الفريدة اللي قرأتها، والدنيا الجديدة اللي
شفتها في الصفحات.
الكتاب مميز لأن مؤلفه بـ يحكي فيه سيرته الذاتية بصدق
وشفافية مميزة جدًا، والجميل في الكتاب كمان دار النشر اللي طلعته واسمها
«الثقافة الجديدة»، والدار دي مش بـ تنشر إلا الأعمال المهمة، ومن اللي بـ
يشوفوا الأعمال وبـ يسمحوا بنشرها أولاً الأستاذ صنع الله إبراهيم الروائي القدير،
اللي أكيد مش بـ يسمح بنشر عمل إلا إذا كان مضمونه جيد جدًا.
لكن الحلو مايكملش، لأن فيه عيوب لغوية ونحوية كان صعب قوي
تعدّي. كمان خط الكتاب صغير ومتعب في القراءة، ومع ذلك الروائي الجميل جمال
الغيطاني وصف الرواية بأنها وثيقة أدبية مهمة، وأنها بـ توضح لنا أوطان لا نعرفها.
فيه شيء مؤسف جدًا حصل بعد ما نُشرت الرواية، وهي أن فيه
ولد قرأها ونفذ ما جاء فيها لكنه مات أثناء الرحلة. عامة إذا قرأت الرواية وعجبتك إلى
درجة أنك حبيت تطبق اللي فيها، ماتعملش كده قبل ما تسأل المؤلف وتتكلم معاه، ولو
تحب تتواصل مع المؤلف فصفحته الشخصية على الفيس بوك هي:
http://www.facebook.com/group.php?gid=122325524445055#!/gamal.omar1
وهو بـ يقبل الإضافة، ومش هـ يضايقه أبدًا يساعدك لو
يقدر.
