-
سمير درويش
-
ديوان شعر
-
من الآن
-
عربي عربي
-
3 EGP
-
مكتبة المجلس الأعلى للثقافة بالأوبرا
Samah Nageh
ديوان “من أجل امرأة عابرة” للشاعر سمير درويش، ديوان بالفصحى بـ يضم 10 قصائد، وسمير درويش بـ يهدى الديوان ده للروائى الكبير صبرى موسى واللى بـ يقول عنه أنه “شاعر الرواية”، وبـ يبدأ الشاعر الديوان بمفتتح للشاعر الراحل “حلمى سالم”.
هـ نلاحظ من البداية أن قصائد الديوان بـ تثير فضول القارىء من مجرد العنوان لأن عناوين القصائد تبدو غريبة شوية وتقريبًا معظمها على أسماء أماكن زى “مترو الأنفاق” و”الطريق السريع” و”البدروم” و”الأقصر”.. إلخ.
وبـ يبدأ الشاعر الديوان بقصيدة “ميتة عادية” و اللى بـ يقول فيها:
لابد أن نحمل الجثة إلى داخل السيارة
الجثة لا تفعل شيئًا لمساعدتنا
سوى أنها تسعى إلى إفساد مهمتنا
ربما لتمردها على وضعها الجديد
وربما لتذكرنا بأننا فى خضم محاولتنا الدؤب
لم نجد وقتًا لنبكى
وهـ نلاحظ من خلال المقطع ده أنه متسق تمامًا مع العنوان “ميتة عادية” لأنه مش بـ يحتوى على أى صور جمالية واكتفى أنه يصدم المتلقى بالواقع وهو أن حياتنا ما بقاش فيها أى مكان لمشاعرنا حتى ولو كانت مشاعر الحزن وده واضح جدًا فى جملة “لم نجد وقتًا لنبكى” وكأنه عاوز يقول لنا أننا خلاص تعودنا على نمط الحياة السريع والجاف.
لو دخلنا شوية فى الديوان هـ تستوقفنا قصيدة تحمل رقة البحر حتى ألفاظها هادئة وإحنا بـ نقرأها هـ نحس جدًا بهدوء الشاعر وتأمله لحظة الكتابة وهى قصيدة” رأس البر” وبـ يقول فيها الشاعر:
أحجار البازلت لا تتكوم على الشاطىء
بهو أبو طبل ليس ساحتنا
الشتاء ليس فى عنفوانه
المصطافون لم يهربوا إلى دفء المدن الرأسية
جسمك الممتلىء لا يتدثر بفستان بنى
شعرك الذى قد يكون غجريًا
مختبىء تحت طرحة ثقيلة
لكن عيناى تبحثان عن معنى ما
فى غرفة مغلقة.
وفى المقطع ده هـ نلاحظ جدًا هدوء التأمل من خلال ملاحظة الشاعر للتفاصيل وتحليلها وإعجابه بها من عدمه. والنوع ده من الكتابة بـ يثير القارىء لتكملة القصيدة علشان يعيش مع الشاعر تأملاته ويكتشف معاه حاجات ممكن يكون بـ يشوفها لكن بـ تمر عليه بدون ما يحس بها.
ولو تعمقنا شوية أكثر فى الديوان هـ نلاقى سمير درويش مستمر فى تأملاته ورصده للشارع وما يشغله من أفراد بـ يكتشف الشاعر ماهية حياتهم من خلال تأمله لهم، فهـ نلاقيه بـ يقول مثلاً فى قصيدة “الأقصر”:
فى هذه الساعة المبكرة
لا يشغل ميدان المحطة سوى:
سيارات الأجرة التى يتثائب سائقوها،
الدكاكين الصغيرة،
بائع الصحف،
سيارة الشرطة التى تغطيها حبات الندى،
الضابط بنجمته الصفراء،
وهؤلاء
الذين يلبسون جلاليب واسعة
يفترشون الأرصفة بأدواتهم البدائية
شاخصين أبصارهم نحو الغيب.
فى النهاية نقدر نقول أن الشاعر كتب التجربة دى فى الطرق وده من خلال رصده لتفاصيل حياة الشارع المصرى وتأملاته فى الأشخاص العاديين جدًا اللى بـ يشكلوا الطبقة الرئيسية أو أصحاب المعاناة الحقيقيين، وفى نهاية كل مقطع بـ يضع الشاعر لب معاناتهم فى نهايات المقاطع واللى بـ تحمل شيء من الوجع أو الصدمة للقارىء.