-
طارق أحمد مصطفى
-
واقعية
-
من الآن
-
عربي عربي
-
15 جم
-
مكتبات ديوان، ألف، البلد، ليلى، عمر بوك ستورز
Rehab Loay

غالبًا بـ يخجل الكتاب
من أعمالهم الإبداعية الأولى لأنها بـ تكون مليانة غلطات، وسقطات، وأسلوب الكاتب
فيها بـ يكون لسه ما اتبلورش، لكن دي مش قاعدة، والدليل هو مجموعة “منبه
بزمبلك” للكاتب طارق أحمد مصطفى، الصادرة عن دار اكتب، المجموعة دي أول عمل ينشر
له، لكن بصراحة هـ تخليك تستمتع جدًا، لأن الكاتب له أسلوب خاص، ولغة مميزة،
وطريقة مبتكرة في عرض القصص اللي وصل عددها لـ 13.
“بسم الله
الرحمن الرحيم” القصة الأولى، من أكثر القصص تميزًا في المجموعة، هـ تعيشك في
جو صوفي جميل، وهـ تحسسك بجو غريب يمكن ما مريتش به قبل كده، وفي آخر القصة لما تعرف
شخصية البطل اللي بـ يحكي هـ تتفاجئ، وتلاقي نفسك بـ تقرأها مرة كمان، هـ تحسسك أنك بـ
تقرأ قصة حقيقية بـ تفاجئك، مش مجرد كلام تقدر تستنتج آخره من السطور الأولى.
أما قصته “تنويم”
فلو ركزت فيها جدًا بنفس طريقة المتابعة ممكن تنام في آخرها فعلاً، قصة هـ تفصلك
تمامًا عن الواقع، ممكن ما نقولش أنها قصة قد ما هي وصفة من الكاتب للتخلص من
الهموم، ودى أحد السمات الأساسية في المجموعة، وهي أن وظيفة الكاتب ومجاله مسيطرين
عليه جدًا وعلى موضوعات كتابته لأنه بـ يشتغل مدرب تنمية بشرية.
في قصته “يوميات
الفتى المعولم” تقدر تلمس فكرة كبيرة شوية في تفاصيل حياة شاب بسيط جدًا، من
خلال القصة تعرف قد إيه العولمة تسربت لأدق تفاصيل حياتنا وخلتنا مش سعداء ولا
مرتاحين، رغم أن نفس التفاصيل دي لما نتعامل مع كل واحدة منهم لوحدها بـ تسعدنا،
بـ يسعدنا أننا نأكل وجبة كومبو وبيبسي كثير، بـ يسعدنا نأكل بيتزا ونحط جل في
شعرنا، ونلبس بنطلونات ساقطة، ونلبس جزمة نايك بصرف النظر هي أصلية ولا لأ، بـ يسعدنا
نسهر طوال الليل أمام الإنترنت، ونتفرج على الأفلام بـ نسخها الكاملة وبدون حذف
قبل ما تنزل مصر، عارفين كل صغيرة وكبيرة حولنا، لكن في لحظة ما بـ نعجز عن أننا
نعرف نفسنا، فـ تلاقينا على طول مش مرتاحين ومش مبسوطين.
أما قصة “منبه
بزمبلك” اللي قام بـ تسمية المجموعة على اسمها فبـ تدور حول لحظة فارقة في
التاريخ المصري، اليوم اللي تم فيه اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وإزاي
أن والده في اليوم ده فك المنبه أبو زمبلك علشان يصلحه وبعد الاغتيال ما صلحهوش أبدًا
رغم أنه رفض يصلحه عند أي حد بتاع ساعات علشان ما يسرقش قلبه وتروسه الأصلية، لكن
حادث الاغتيال فكك معاني كثير في حياة الأسرة البسيطة اللي بـ يحكي عنها الكاتب
واللي عمرها ما رجعت تروس المنبه مرة ثانية علشان ينبههم لأي حاجة، وقف الزمن
ووقفت التفاصيل، ولما كبر وكان نفسه يجيب منبه شبه القديم ما لقاش منه ثاني.
مجموعات قصصية كثير
لما تقرأها تحس أنك قرأتها قبل كده، إن ما كانش في الفكرة، ففي أسلوب الكتابة، أو أن
فكرة واحدة فقط بـ تسيطر على كل المجموعة، لكن هنا هـ تحس قد إيه أفكارها مختلفة
ومميزة بـ تقرأها لأول مرة، بـ تكسر سقف توقعاتك.