-
ميسرة صلاح الدين
-
ديوان شعر
-
من الآن
-
عربي عربي
-
2 جم
-
مكتبات وسط البلد، ومكتبات الهيئة العامة لقصور الثقافة
Ahmed Abd El Gawad
إلى شهداء 25 يناير اللى
زرعوا الأمل فى قلوب
عطشانة من سنين
(ميسرة صلاح الدين)
دى المقدمة اللى قرر ميسرة أنه يبدأ بها مسرحية الورد
البلدى الشعرية، المسرحية اللى بـ تتكلم عن أجواء الثورة لكن من زاوية مختلفة شوية
عن اللى تعودنا عليها، يعنى المسرحية بـ تحاول تتكلم عن مصر كلها بكل محافظاتها
وكل أطيافها وده بـ يتضح من أول ظهور للشباب فى المسرحية وهما بـ يغنوا:
قوانين قوانين قوانين
موازين تقلب موازين
وضرايب ع العقارات
وضرايب ع التموين
والخلق يا عينى غلابة
عايشين بقانون الغابة
البداية بـ توضح اللى عاوز يقوله ميسرة عن الحياة اللى
كان عايشها المصريين واللى كانوا غرباء داخل الوطن، وفرض الضرائب على كل شئ فى
الحياة، وكأن اللى كان ناقص هو فرض ضرائب على الحياة “أن تدفع ضريبة لأنك
لازلت على قيد الحياة” ونرجع للورد البلدى الاسم اللى بـ يستوحى دلالات كثيرة
مرتبطة بأصل الحياة فى مصر، الورد اللى خلق روح وحياة لأى مزرعة أو حديقة بـ يكون
موجود فيها، الورد مصدر إلهام الشعراء عن الحب، لكنه مش أى ورد ده الورد صاحب
العبق الأصيل الورد المصرى أو الورد البلدى اللى بـ يشير بهدوء إلى شباب مصر اللى
فتحوا عنيهم على حب البلد وعلى عشقها، فكأنهم أصبحوا هم الورد الأصيل اللى زينها
لما قاموا بالثورة.
مش هـ نحكى عن أحداث المسرحية، لأننا عاوزينكم تقرأوها،
وتستمتعوا بشعر ميسرة، خلونا نحكى عن البطل الأساسى وهو الفكرة والإيحاء اللى بـ يرميه
ميسرة للمتلقى، الإيحاء بأن الشباب هم الأصل والمحور الطبيعى للوعى، الوعى اللى
ممكن يظهر فى مجرد جملة بسيطة زى المشهد اللى بـ يقول فيه الشباب المستهتر.
شوفتوا الفيلم جميل إزاى؟
شوفتوا الماتش جميل إزاى؟
شوفتوا البنت جميلة إزاى؟
فـ يكون الرد الواعى هو اللى من نفس منطق الجملة ونفس
تأثيرها على المتلقى ومن نفس خامة الوعى، وده دلالة على أن الوعى من نفس اللغة لكن
منطقه مختلف فقط، يعنى الوعى ممكن يطلع من نفس منطقة الاستهتار وده اللى لعبه
ميسرة بجرأة وهو بـ يكمل الأسئلة على لسان الشاب الواعى:
شوفتوا قطاعنا الخاص إزاى؟
شوفتوا قطاعنا العام إزاى؟
شوفتوا القدس أسيرة إزاى؟
شوفتوا مكانة مصر إزاى؟
هنا يتجلى الوعى بأهميته من خلال السؤال البرئ اللى ممكن
يوصل فكرة كبيرة، السؤال اللى بـ يعتمد عليه ميسرة فى مسرحيته علشان يطرح عند
المتلقى/ القارئ الدعوة للبحث عن الإجابة وهى بالمناسبة دعوة عامة، فالكاتب هنا لا
يسمى الأشخاص.
عدم تسمية الأشخاص والأبطال بأسماء محددة أمر له دلالته كمان،
لأنه بـ يعتمد على اعتبار المسرحية مشاع وحالة عامة، حالة من الممكن تنطبق على أى
مكان وزمان، فلما يسمى شخصيات المسرحية “الشاب، الشرطى، الفتاة، الشاب الآخر،
الشاب الدخيل” ولعل منطق استخدام الشاب هنا بـ تدل على أهمية اعتبار الشباب
من العوامل الأساسية المكونة للدائرة المسرحية اللى بـ يرسمها ميسرة، الدائرة اللى
عاوزة تقول أن مصر وتونس وكل البلاد اللى قامت فيها ثورات حالة واحدة لأن الظلم
ببساطة واحد.
الشاب: شوفتوا فى تونس إيه اللى بـ يحصل؟
الياسمين فتح على عوده.