-
محمد فتحى
-
من الآن
-
عربي عربي
-
10 جم
-
مكتبات الوسط البلد
Ahmed Abd El Gawad
مجموعة قصصية مش هـ تأخذ منك أكثر من ساعة قراءة، لكنك هـ
تموت من الضحك فى أوقات وهـ تبكى فى أوقات ثانية، وده عن ثقة، والجميل بقى فى
الموضوع أنك هـ تضحك وتستمتع بسرد قصصى عالى، وهـ تبكى وأنت بـ تشوف مشاكل المجتمع
أو تركيز الضوء عليها، وتسأل نفسك “إزاى ما كنتش واخد بالى؟” ودى الخلطة
السرية بتاعة الكاتب الساخر الجميل محمد فتحى صاحب مجموعة “محاولة أخيرة لقتل
بوجى”.
القصص متنوعة ما بين مواقف بـ تمر علينا فى الأتوبيس
(اللى هو معمل حياة المصريين) ومواقف رمزية تقدر تقول أنها بـ تعبر عن الحياة وصراعاتها
زى قصة “الأسد والصياد”، الأسد اللى بـ يحافظ على أخلاقه فما يأكلش
الجيفة، لكن بـ تظهر وضاعته لما يطارد غزال صغير، وفى اللحظة اللى بـ يقرب من
الغزالة لاصطيادها بـ يقتله صياد ماهر، وهو فرحان جدًا أنه قتل الأسد وما كانش
يعرف أن أسد ثانى خلفه بـ يهجم عليه، سلسلة متشابكة زى الحياة بالضبط، ناس بـ تحارب
ناس وناس بـ تهاجم ناس ودنيا.
القصص اللى فى المجموعة بـ تأخذك ما بين السخرية أحيانًا
والألم فى أحيان ثانية، ألم فى وصف حالة المصور اللى بـ يصور انفجارات وخوف وقتل،
وكأنه بـ يصور الألم نفسه، هـ تلاقى نصوص عن فكرة الدين عند فتحى (الدين المعاملة)
اللى بـ يلخصه فى مشهد الرجل اللى بـ يعطى واحد جنبه تمرة فى رمضان علشان يفطر
عليها فـ يبتسم الآخر لأنه مسيحى فـ يعطيه ثلاث تمرات ويقول له: “دى ثوابها
أكبر”، هنا توصيف العلاقة بين المسلم والمسيحى فى مصر بموقف بسيط لكنه عميق
وبجملة محورية بالفعل “ثوابها أكبر”.
عند فتحى هـ تلاقى قصص عن الناس والحياة عن حيل النصب،
عن التسول بمفهوم جديد، عن حصان العم حمزة، عن الزواج والخطوبة، عن مترو الأنفاق،
عن الشباب الضائع، عن أولاد الشوارع، عن الألفاظ اللى بـ نستخدمها فى حياتنا، عن
كل حاجة بـ يحبها ويكرهها المصريين، عن مصر الحقيقية بـ يتكلم فتحى فى 139 صفحة،
أما “المحاولة الأخيرة لقتل بوجى” فهـ نسيبكم تقرأوها أنتم وتعرفوا فيها
إيه.
من قصص المجموعة: “من الخلف.. فى منتصف الهدف”،
و”الأسد والصياد”، “شبكة أسماء”، و”المحشى”، و”كان
يضحك حتى البكاء”، وغيرها كثير.