-
ترجمة: نسيم مجلى
-
فلسفة
-
من الآن
-
عربي عربي
-
5 جم
-
مكتبات وسط البلد، ومع باعة الجرائد
تم التقييم بواسطة
قيم الآن
Ahmed Abd El Gawad
لما نيجى نتكلم عن الفلسفة بـ يبقى الموضوع صعب.. ولما نسيب كل الفلسفة ونتكلم عن سقراط يبقى الموضوع أصعب.. ولما الموضوع يبقى مغامرة فكرية بجد بالمعنى الحرفى لفكرة المغامرة الفكرية اللى بـ يقوم فيها “ستون” بمراجعة للفكر الإغريقى والثقافة الكلاسيكية، وخاصة فكرة حرية التعبير والديمقراطية من خلال محاكمة الفيلسوف المعروف “سقراط” وبـ يكشف جوانب مهمة فى الصراع بين سقراط ومعارضيه من السوفسطائيين وقادة الديمقراطية، علشان يبقى هو ده الدافع الأساسى لمحاكمة سقراط بتهمة الإلحاد وإفساد عقول الشباب والحكم عليه بشرب السم سنة 399 ق.م.
أما عن قصة الكتاب فهى عجيبة برضه هـ نقول لكم عليها.. الموضوع بدأ بالأستاذ “ستون” اللى كان مؤلف صحفى مرموق وكان من المهتمين بالحقوق الإنسانية والدفاع عنها وكانت مقالاته بـ تنشر فى الصحف الأمريكية الكبرى، ولما هجمت عليه الذبحة الصدرية عام 1971 بدأ يدرس حرية التعبير على أساس مهم وقوى جدًا.. الأساس اللى عنده كان فكرة أن مافيش مجتمع فاضل مهما كان قوته ومثاليته.. المهم أن رجال المجتمع ده ونساؤه لازم يبقوا قادرين على التعبير عن اللى بـ يدور فى عقلهم فى أى وقت وفى العلن.
المهم مؤلفنا درس الثورات الإنجليزية ضد الحكام واكتشف أنه مش هـ يفهم كل الثورات دى إلا لو فهم فكرة الكفاح من أجل الحرية، وبدأ يرجع للتاريخ والمصادر الأساسية للكتاب والمفكرين القدماء لحد ما وصل إلى مصادرها الأولى فى أثينا القديمة وهى أقدم المجتمعات اللى ظهرت فيها الديمقراطية وحرية التعبير.
وفضل يدور لحد ما وصل لسقراط هنا بقى قرر يدرس اللغة اليونانية علشان يدرس المصادر الفلسفية بأصولها وبلغتها.. ولما تتعرف على سقراط وحياته وكتاباته.. قرر أنه يبرئه ويبرئ الديمقراطية ويبقى الكتاب دفاعًا عن الحرية والمبدأ الأساسى اللى لازم تعتمد عليه وأنت بـ تقرأ الكتاب.. واللى هـ يوصلك له “ستون” أن سقراط كان يقدر يبرئ نفسه لو اعتمد على مبادئ الديمقراطية الآثينية.. وحقه فى حرية الكلام لكنه رفض واستكبر.. وكمان قعد يشرح لنظام المحاكمة فى آثينا وهـ تعرف أن هيئة المحكمة كانت بـ تتكون من 500 عضو من المحلفين.. وبعد ما قال سقراط دفاعه تمت المداولة والتصويت وكانت النتيجة هى 220 صوت فى جانب البراءة، و280 صوت فى جانب الإدانة.. وهنا بـ يدلل المؤلف على أن سقراط كان ممكن يقنع الباقى أو على الأقل يعادل نسبة الأصوات، ويبقى برئ إلا أن سقراط تمادى فى استفزازه للقضاء وحكموا عليه بالموت وبكده نعرف صدام سقراط مع الدولة ومع الفكر لكنه بالفعل ما عملش شيء يستحق عليه الموت.. هو بس كان خلاف فى الفكر أفضى إلى الموت.