-
محمد سلامة
-
ديوان شعر
-
من الآن
-
عربي عربي
-
10 جم
-
مكتبات وعد وعمر بوك ستورز والبلد
Samah Nageh
ديوان شعر بالفصحى بـ يرسم
الشاعر فيه قصائده بألوان الخيال فى بعض الأحيان وأحيانًا بـ يضطر يلجأ للواقع
اللى غالبًا بـ يكون لونه الأساسى هو الحداد، وأحيانًا يلفت انتباهه أمل على بعد
خطوات فـ يلون به جزء من حياته أو قصائده.
الشاعر قسم الديوان لمجموعات،
كل مجموعة لها عنوان منفصل وبـ تضم مجموعة من القصائد وكأن الديوان مدينة وشوارعها
هى العناوين. فى الجزء الأول من الديوان بـ يحاول الشاعر أنه يعرفنا على ذاته لكن
لما نقرأ هـ نعرف أن الشاعر فى الحقيقة بـ يبحث عن ذاته وبـ يحاول أنه يقنع
القارىء بأن قصائده سيرة ذاتية له من خلال الكلمات “أنا من شهوة الأحلام،
ألمح فيه الشعراء، أفض بكارة الأشياء” ويستمر فى رحلة البحث لحد ما يوصل إلى
مرحلة تربية الذات وطبعًا ككل الشعراء بـ يفضل التخفى وراء الخيال، لكن التخفى فى
الديوان ده مش معناه الغموض أو الإبهام وإنما هو شيء من الخصوصية ونلاحظ ده بوضوح
فى جملة “وكن كامنًا فى الأحجية، فالوضوح شرك العابرين للصباح”.
وبعد ما ينتهى الشاعر من
التعارف هـ يروح إلى “الصيد” وهو عنوان المجموعة الثانية، وفى الجزء ده
هـ نلاقى الشاعر بدون ما نحس بـ يأخذنا إلى داخل قصيدته وفى لحظات هـ نتمشى معاه في
لوحة زيتية مليانة بالأشجار كأنها غابة وهـ نتوغل فى مغامرته الخيالية اللى غالبًا
ما نقدرش نعيشها إلا فى الخيال أو مع فيلم أجنبى حلوم هـ نحس ده لما نقرأ مثلاً
“طار الغزال قذيفة، وانشق شيء فى السماء، وفقدت بين العشب قوسى والسهام، وفقدت
بين الليل أقمار الكلام” وبلغة رشيقة جدًا هـ نخرج من اللوحة ونلاقى صوت
قصيدة ثانية بـ يهمس “آن أن لا تكون كما شاء حلم قديم” وكأن الشاعر بعد ما
أخذنا إلى الخيال بـ يرجعنا مرة ثانية للواقع اللى ممكن يكون فيه حاجات تخليه أجمل
من الخيال وبعد الكلام عن نفسه وعن مغامراته المتخيلة يأخذنا “إليها”
اللى هى طبعًا بـ تكون حبيبته، الأمل المتخفى فى حياته وفى الجزء ده من الديوان
اللغة طبعًا لازم تختلف وتتلون بألوان مناسبة لحالة الحب أو التوحد بين العاشقين فبـ
يقول: “هل تعلمين أننا أول من تربَّحوا بفقرهم، أول من تطهروا بذنبهم” وبعد
ما كان بـ يتكلم عن نفسه أصبح بـ يشركها فى كل شيء “قررت يا قديستى أن أنتمى
لعينيك الوساع”.
ولما نكمل قراءة الديوان
هـ نلاقى الشاعر بـ يخرج بنا من الرومانسية إلى الدهشة والتساؤل لما نوصل لمجموعة “ترنيمة
إلى السماء” وأول حاجة بـ تلفت الانتباه أن المجموعة فيها قصيدة واحدة وكأنها
فاصل بين مرحلتين فى الديوان وربما فى حياة الشاعر نفسه “ويرحل البياض من
غمامتى وينتهى.. فينتهى.. فأنتهى”، ولما نكمل الديوان بعد القصيدة دى بـ تبدأ
مرحلة أخرى وأخيرة فى الديوان تختلف تمامًا فى كل شيء عن كل قصائد الديوان وعناوين
القصائد كافية علشان تشير للاختلاف وهى “أناشيد يناير”، و”هم”،
و”الظلام” فى الختام بـ يشاركنا الشاعر مشاعر عشناها جميعًا من وقت
الثورة وطبعًا بـ تتحول هنا لغة الشاعر من اللغة الرشيقة إلى اللغة الحادة
“نحاصركم، برغم الغاز والطلقات والخرزان فى يديكم، نحاصركم، برغم الحظر
والتفتيش والتشكيك، نحاصركم”. وبالرغم من حدة اللغة إلا أن التفاعل معاها
سريع جدًا.
فى
النهاية ننصحكم بالاستمتاع والمغامرة مع الديوان ده وصدقونا مش هـ تندموا