-
حسام مصطفى إبراهيم
-
مساعدات ذاتية
-
من الآن
-
عربي عربي
-
35 EGP
Shaymaa El Gammal
كتب: شيماء الجمال
على الرغم من إن الكتاب ده عبارة عن مقالات مجمّعة للكاتب حسام مصطفى إبراهيم، إلا أنه من كتر ما المعاني عميقة والمفردات اللغوية قوية ومتميزة حسينا في أغلب أجزاء الكتاب إننا بنتعامل مع نصوص أو قطع أدبية نثرية مش مجرد مقالات حلوة متجمّعة في كتاب زي باقي الكتب إللي بنشتريها. المقالات بتتناول أمور اتكتب عنها 100 مرة زي الحب، والفراق، والحزن، والموت، ولكن من المرات القليلة إللي نحس فيها إننا مشدودين جدًا نكمّل قراءة لحد الآخر وإحنا متأثرين باللي بنقراه فعلا لإنه من الواضح إنه حقيقي جدًا.
مفردات الكاتب زي ما قولنا قوية وجديدة، مش لأنه في الأصل مدرس لغة عربية ورئيس ديسك مركزي وصاحب موقع اكتب صح المشهور بتعليم قواعد اللغة العربية، ولكن لأنه كمان ورث حب اللغة والحرفية فيها عن والده..
رحلة الكتاب الفلسفية الحالمة بدأت من أول الإهداء الرومانسي إللي بيقول فيه: “إلى البنت التي لمست القلب بعصاها السحرية، لحظة كنت ألملم حقائب إيماني بالسحر. وأطوي يقيني بالأشياء فأضاء كل شيء فجأة وانبجست منه اثنتا عشرة عينًا ثم رحلت فجأة فانطفأ كل شيء وعدت كافرًا بالسحر، وبالحب، وبالحياة”.
واستمرت الرحلة الحلوة مع 3 أقسام للكتاب وهمّا: قلب مفتوح والموت سلطان وسباحة حرة.
في قسم قلب مفتوح، تطرق الكاتب لمواضيع كلها ليها علاقة بمشاعر الحب وفلسفة الحياة وكل ما فيها من عشق، وهيام، ولوعة، واكتئاب، وحزن، وفُرقة، وهجر، وعبر عن المشاعر دي بشكل دمّع عنينا وإحنا بنقرأ الكتاب.. أصل مين فينا ما حبش مرة وجرب كسرة القلب؟ بنعتبر القسم ده من أقوى أقسام الكتاب وأفضلها وهننقلكم منه فقرة سريعة:
“هناك في الليل، عندنا ينغلق النور وتتكوم في ركن الغرفة تحدق في المجهول وتتذكر كل الهزائم والإنكسارات التي سحقتك وأن الحياة كان يمكن أن تكون أفضل من هذا بكثير وأن هذا لم يكن ما خططت له في بداية الرحلة لن يفرق معك ساعتها أحد، ولن تمتد يد من العدم لتطبب جراحاتك وتمسح دموعك سوى يدك أنت فقط. فلا تبخلوا على أنفسكم بحياة حقيقية واهربوا من تلك الأخرى اللعينة الباهتة والمعلبة والبلاستيكية التي يريدها لكم المجتمع فاقد البصيرة كي تصبحوا مثله”.
أما القسم التاني فهو بيتكلم عن الموت بشكل فلسفي جدًا ومتأمل وفيه قصص شخصية من حياة الكاتب زي موت والده وكمان فيه مقالات عن فنانين فارقونا زي صباح ونور الشريف وسعيد طرابيك وكل قصة منهم ممكن تطلع منها بعظة وحكمة.
“لا أكره الموت اعرف أنه موظف حكومي يؤدي واجبه باتقان وبراعة بلا تحيزات مسبقة ولا ضغينة شخصية، أكره فقط ما يحدثه من تغيير: خلخلة الحياة وترحيل الاهداف. الوجوه التي تختفي وتذوب فنجد عسرًا في تذكر ملامحها مع الوقت. البهجة التي تتحلل رويدًا فلا يبقى سوى مذاقها الحريف على طرف اللسان قبل أن يبتلعها العدم للابد.
آخر جزء في الكتاب هو عبارة عن مجموعة من المقالات إللي جرعة الفلسفة والحنين والكآبة قليلة فيها وهو بعنوان :”سباحة حرة” هنلاقي فيهم مثلًا مقال عن ممثلاته المفضلات ونجيب محفوظ والغيطاني وحسنين هيكل وأغلبها بيتكلم فيها حسام عن الناس دي من خلال ذكرياته هو الشخصية ووجهة نظره.
الكاتب بوجه عام واضح جدَا إنه يوظّف حواديته الشخصية والمواقف إللي اتحط فيها والمشاعر إللي بيحسها ويخرج منها عمل أقل ما يقال عنه أنه “كتاب محترم يستاهل الفلوس”.
باختصار نقدر نقول إنه الكتاب ده يغلب عليه طابع الرومانسية والشجن، لغته متميزة وجديدة ومناسب جدًا لجو الشتاء مع تراك مزيكا حزايني وكوباية قهوة أو كاكاو..