-
عمرو الجندي
-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
18 جم
-
مكتبة دار الكتاب العراقى، مكتبات الأهرام، عمر بوك ستور، مكتبات الشروق، مكتبات ديوان، مكتبة أبجدية، مكتبة الكيلانى، مكتبة كنوز.
Ahmed Abd El Gawad
“فوجا” اسم غريب لما تسمعه هـ يراودك سؤال: يا ترى هل
الكاتب كان عاوز فعلاً يعمل حالة من الفضول عند القارئ، ولا اسم “فوجا”
راجع لفكرة مختلفة فى رواية عمرو الجندى؟
الإجابة عن السؤال مرتبطة
بالرواية الشيقة اللى من بدايتها بـ تطرح فكرة السؤال عندك، علشان المؤلف بدأ
روايته بإهداء جميل لزوجته ومقدمة سريعة بدايتها: “كان يا ما كان.. كان هناك
قاتلاً”، ويبدأ السؤال فـ يحاور الجملة دى ويناقض نفسه ويقول: إزاى تكتب
“كان ياما كان” وهى أشهر مقدمة معروفة لحكايات الأطفال، وبعدين تتكلم عن
القتل وده للبالغين، لكن عمرو سريعًا بـ يخرج من الموضوع ويرد بأننا عايشين فى
عالم داخل كل واحد فيه الحلم والواقع، الخيال والحقيقة.. وده مفتاح الرواية.
الرواية من نوع القصص
البوليسى، لكنه مكتوب بشكل أدبى فيه حالة التشويق البوليسى، وفيه الاهتمام بالجمل
والصور الأدبية المكتوبة بعناية بـ تفكرك بروايات أجاثا كريستى المشوقة.
من بداية الرواية بـ تدخل فى
قلب الأحداث؛ فالبطل الرئيسى موجود فى أول مشهد وهو بـ يحلم بكابوس غريب، وبـ يحاول
يلاقى حد يحسسه أنه مش لوحده فيروح عند شقة الحاج إسماعيل صاحب البيت، علشان يلاقى
باب الشقة مفتوح والحج إسماعيل غرقان فى دمه، يتوتر ويحاول يطلب المساعدة، فـ يلاقى
جاره بـ يدخل شقة الحاج إسماعيل ويصرخ على أنه القاتل، فـ يضربه البطل من غير سبب علشان
يسكته ويفضل يضربه حتى الموت، وهنا تجرى الأحداث بسرعة فى “فوجا”.
تجرى الأحداث بسرعة لأننا بـ
نعرف أن القاتل اسمه حسين شاب قوى كان بـ يعيش فى الشرقية واتجه للقاهرة علشان
الشغل، والمقتول اسمه كريم وهو جار حسين ودائمًا بـ يرجع البيت سكران، والظابط
سالم ووكيل النيابة محمود اللى رسمهم الروائى بشكل ذكى عندهم سرعة بديهة وذكاء وقدرة
على التحليل، أما مدام صفاء فـ نعرف أنها كانت موظفة فقيرة وتَعَرف عليها الحاج
إسماعيل وحبها وزى كل الأفلام القديمة والجديدة انتشلها من الفقر وعاشت حياة جميلة
معاه، لكنه فى النهاية اتقتل وجثته اختفيت وده اللغز الكبير فى الرواية.
بـ تستمر طول الرواية وأنت عارف
أن حسين قتل كريم السكران وبـ تلاقى العلاقات معقدة وداخلة فى بعضها، وبـ تفهم أن
حسين بـ يعانى من عقدة كبت قديمة سببها له أبوه من معاملته القاسية وضربه له وهو
صغير، وطول ما أنت بـ تقرأ فى الرواية بـ تلاقى أحداث غريبة بـ تظهر وراء بعضها، وبـ
تعرف أن صفاء كان داخلها كبت شديد وعقدة نقص لأنها فقيرة وتجوزت من الحاج إسماعيل
علشان الفلوس، واستمرت فترة طويلة معاه وهو مريض، وجاء الوقت علشان تستمتع
بحياتها، لكنه استمتاع فيه غموض ومكالمات تليفون وأشخاص ثانية هـ تعرفهم فى
الرواية وهـ تسأل سؤال مهم: هل الحاج إسماعيل مات فعلاً، طب لو مات جثته فين وإيه
اللى حصل؟ وده هـ نسيبه لك لما تقرأ الرواية.
“فوجا”.. الاسم
الغريب ده بـ تفهمه فى نص الرواية تقريبًا وبـ تعرف أنه اسم حالة نفسية سببها
الكبت الشديد واللى ممكن يحول المريض إلى مجرم علشان يهرب من الضغط الشديد عليه،
الرواية فى النهاية شايلة مجموعة مفاجآت وبـ تحاول توصل فكرة محددة عن الجريمة
الكاملة وبـ تطرح سؤال هل فعلاً فيه جريمة كاملة؟، وهل فعلاً داخل كل واحد مننا “فوجا”؟..
أعتقد أنه سؤال مهم.