-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
50 EGP
-
مكتبات وسط البلد، مكتبة ديوان
Rasha Zeidan
"غارب" رواية عن الأندلس.. وعن آخر الملوك وعن العظمة لما كان فيه عظمة فى بلاد الأندلس زمان، هى رواية تاريخية بتحكى عن بنى الأحر وهما آخر ملوك عاشوا وحكموا الأندلس.. واللى نسبهم بيوصل لسيد الخزرج سعد بن عبادة الأنصارى.
البداية كانت مختلفة جدًا وهى على لسان والد آخر ملوك بنى الأحمر موسى بن سعد بن محمد بن يوسف، ويستمر النسب لحد ما يوصل إلى سعد بن عبادة الأنصارى.. وهو بيكتب جواب لابنه آخر ملك وبيوصيه فيه بمجموعة وصايا، وبيحكى له نشأته وبدايته وإيه اللى حصل.. وكأن واحد بيحكى لنا علشان نعرف قصة الملك ده إيه وإزاى تربى وعاش لحد ما بقى ملك.
الرواية فيها تفاصيل كتير ووصف أكتر.. تفاصيل للحياة فى الأندلس شكلها كان عامل إزاى من أول الناس العادية وألعاب الحواة والسحرة، والشيوخ والسلاطين والأسواق والبيوت وإيه اللى بيحصل بين الناس، وكلامهم.. ولو وقفنا عند كلامهم هنلاقى كتير الروائى محمد عبد القهار بيحاول يستخدم لهجات الناس فى الفترة دى، ومصطلحاتهم كمان، يعنى مثلًا هنلاقى الأسبان بيتقال عليهم "الروم، النصارى، العجم، أهل قشتالة، أهل ليون، واراجون، وأراغون".
أما عن الوصف بقى فعبد القهار قادر أنه يعمل كده بسهولة، يعنى كأنه كان عايش فى المرحلة دى وشايف الناس بيعملوا إيه، وبيتكلموا إزاى وبياكلوا إيه، وكمان كأنه كان شايف جوه القصر إيه اللى بيحصل والحوارات اللى بتدور جواه، وباين عليه أنه قعد كتير يذاكر التاريخ بتاع الناس دى، علشان هو بيتكلم عن قبايل كتيرة وسلاطين، وناس خانت ناس، وناس وقفت مع ناس، لدرجة لو ما ركزتش هتضيع وسط الزحمة دى.
الجديد اللى عامله الكاتب فى التقسيم هو أن كل فصل باسم شهر من شهور السنة لكن بالأسبانية يعنى يناير (ينير) وكده، وجوه كل فصل عامل تقسيمة تانية بالضماير "أنا، أنت، هو" وعيش أنت بقى.
الرواية مشاهدها كتير وبتوجع مش عاوزين نحرقها، لكن الفترة الحرجة اللى بتحكى عنها الراوية لازم توجعك.. لما ببساطة تعرف إيه اللى حصل لآخر ملوك العرب فى أسبانيا.. أصلًا ممكن حد يقف ويقول: "إيه ده هو العرب كانوا فى أسبانيا" وأصلًا هى ما كانش اسمها أسبانيا كان اسمها الأندلس وكان العرب اللى حكموها لفترات طويلة جدًا، لكن خلاص عدى الوقت وراحت منهم ومن ساعتها ما رجعتش تانى.. واللغة بقى عند محمد عبد القهار تقيلة جدًا مش سهلة صراحة خالص، يعنى تحس أن فيه حد من أيام الأندلس قعد يكتب معاه الرواية.. لكن فى النهاية هتستمتع بالسرد وقوة التراكيب وهتزعل من وجع الأحداث.