-
د. إيمان الدواخلى
-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
8 جم
-
مكتبات وسط البلد
Heba Hasab
مصابة
بلعنة الجمال.. والرجال، هو فعلاً الجمال نعمة والرجل فى حياة المرأة نعمة، لكن
أجدادنا لما قالوا كل شىء بـ يزيد عن حده ينقلب إلى ضده ما كانوش بـ يهزروا.
الرواية
محددة جدًا ومن غير مقدمات بـ تقول البطلة وبمنتهى التلقائية أن أخوها اغتصبها وهى
صغيرة وفضلت فترة كبيرة من عمرها مش عارفة تتخلص منه لحد ما تزوج وترك البيت لكنه
فضل مسيطر عليها سيطرة من نوع آخر وهى سيطرة التحكم فى دخولها وخروجها وعدم
موافقته على زواجها من حبيبها اللى اختارته، وكأنه أدمن تحكمه فيها، وخلاها تدمن
هى كمان وجود علاقة فى حياتها برجل ما سواء شاءت الظروف أنها تكون علاقة شرعية أو
غير شرعية.
موضوع
الرواية شائك جدًا، لكن د. إيمان الدواخلى مش بـ تعطى أى فرصة للقارئ أنه يقف أو
يبطل قراءة بسبب حساسية الموضوع لأن الحكى مكثف لأعلى درجة ومحدد، بالنسبة للغة مش
هـ نختلف على أنها جريئة بعض الشىء برغم أن مافيهاش ألفاظ خارجة أو خادشة للحياء،
ونعتقد أن جراءة الموضوع وحساسيته هى سبب الإحساس بالخجل المختلط بالغضب “من
أخو البطلة” المختلط بالشفقة عليها حتى وهى فى قمة تمردها وخروجها على الآداب
المجتمعية بـ نفضل مشفقين عليها من انتقامها من أخيها فى شرفه اللى هو شرفها.
المشاعر
اللى بـ تتعرض لها البطلة فى الرواية مختلطة ومتناقضة ومعقدة وكثرة العلاقات اللى
مرت بها وخروجها منها بسرعة ودخولها فى علاقات بعدها بسرعة كان أقوى من تحمل
جهازها العصبى فكانت نتيجة متوقعة أنها تبقى مريضة نفسية تخضع لعلاج، لكن فيه فكرة
مهمة جدًا بـ تتناولها الرواية على هامش الأحداث وهى هل من الممكن لبنت يحصل لها
كل الأحداث دى أنها تسامح الشخص المتسبب الأول فى معاناتها اللى هو أخوها؟ خاصة
أنه بعد زواجه بقى بـ يعاملها عادى جدًا كأن ما حصلش حاجة؟ إحنا مش هـ نحرق نهاية
الرواية وهـ نسيبها للقارئ يحكم عليها، لكننا نحب نطرح موضوع مهم خطر لنا وقت
قراءة الرواية وهو أن النوعية دى من الاغتصابات بـ تسمى بين الناس باسم شائع وهو
“زنا المحارم” لكن فى نفس الوقت الزنا فى الدين لازم يكون برضا الطرفين
وموافقتهم، وفى الحالات الغريبة اللى شبه حالة “غادة” نعتقد أن ده اسمه
“اغتصاب محارم” لأن فيه طرف تم إجباره وطبعًا العقاب عند ربنا هـ يختلف.
نعتقد
أن سبب تكثيف الرواية أن المؤلفة فاهمة كويس جدًا حساسية الموضوع اللى بـ تتكلم
فيه وأن فيه ناس كثير هـ تكون بـ تقرأ الرواية بـ تحفظ أو بـ تحفز ونعتقد أنها
كانت قاصدة ما تثقلش على القارئ العربى المُحافظ لأنه كمان غير معتاد على إثارة
موضوعات زي دى والقراءة عنها.
سواء كنت هـ تتعاطف مع غادة ومع نهايتها أو مش هـ تتعاطف فأنت هـ تستمتع
بالرواية وبجرأة ووضوح وتكثيف د. إيمان الدواخلى للأحداث ومش هـ تصدق أن كل
الأحداث دى حصلت للبنت فى السن المبكرة دى وفى نفس الوقت عُرضت فى رواية قصيرة
بالشكل المكثف ده.