-
عز الدين شكرى فشير
-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
20 جم
-
مكتبات الشروق
Heba Hasab
جايز
تشعر بملل أو تُحبط لما تبدأ فى قراءة الرواية، لكن برضه هـ تلاقى خيط جذب غريب بـ
يشدك تكملها ويخليك مش قادر تسيبها، وهو ده السر.. لأنك لما تقرأ “عناق عند
جسر بروكلين” هـ تلاقى كل أبطالها اللى قسِّمهم الكاتب على هيئة فصول متصلة
منفصلة عندهم نفس حالة التخبط اللى أصابتك أنت شخصيًا كقارئ.
أبطال
الرواية مدعوين لحضور حفل عشاء وعيد ميلاد حفيدة أحد أصدقائهم فى نيويورك. وخلال
فصول الرواية ولغاية ميعاد الحفل بـ يتعرض الكاتب لتاريخ كل شخصية من الشخصيات المدعوة
ويرسم ملامحها بشكل مكثف باعث على الشغف، وبـ يتضح بعد جزء من الحكي أن كل
الشخصيات فى حالة سخط وغضب دفين إما بسبب أشياء ارتكبوها أو بسبب أشياء ما ارتكبوهاش
وفوتوا على نفسهم فرصة الاستمتاع بها وكل ده فى ظل الاغتراب ومحاولة التأقلم مع
وطن آخر ومش أى وطن؛ وطن بينه وبين العرب والمسلمين مشاكل وتراكمات وحروب نفسية
مستمرة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، أحيانًا بـ تكون المشاحنات معلنة فى شكل
اشتباكات وتربصات كل طرف للثانى، وأحيانًا بـ تكون غير معلنة لكنها بـ توجه السلوك
وبـ تتحكم فيه زى ما حصل مع أحد شخصيات الرواية اللى وجهته مشاعره للاشتراك فى
هجوم 11 سبتمبر واستمرار التشفى فى الأمريكان بزيارة المتحف اللى اتعمل مخصوص بعد
الحادثة لبقايا الطائرات وبرجين التجارة، وكمان بـ تتعرض الرواية فى جزء مهم منها
وبشكل مغاير لتعامل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مع قضايا الأقليات وسكان
المستعمرات وضحايا الكوارث.
بـ يعتمد
عز الدين شكرى على طريقة “الحديث مع النفس” لكشف كثير من تفاصيل
الشخصيات من خلال ذكرياتهم وتأنيبهم لأنفسهم وطموحاتهم للمستقبل ولكن كل الأحداث بـ
تدور فى إطار التشتت والندم والتخبط فى الفكر والقرارات المتعلقة بغربتهم وعملهم
وعلاقاتهم العاطفية اللى كانت على نفس مستوى التعقيد والعمق فى نفس الوقت.
عز
الدين شكرى قدر بشكل بسيط يقول للقارئ مش كل المشكلات لازم يكون لها حل. أحيانًا بـ
نكون عارفين كويس مكان الأزمة لكن للأسف مافيش حلول أو بمعنى أصح فيه حلول غير
ممكنة التحقق وبـ تستمر القصة ببقاء الوضع على ما هو عليه.
الرواية
تستحق القراءة أكثر من مرة لكثرة تفاصيلها، وعلى الرغم من ارتباك اللغة فى بعض
المواضع وسرعة النقلات بين الأحداث من الماضى للمستقبل فالقارئ مش هـ ينفصل عن خط
سير السرد وهـ يقدر بسرعة يلحق بالشخصية فى المكان اللى انتقلت إليه.
في
“عناق عند جسر بروكلين” تعانق كل شخصية جزء من حياتها يسعى للاكتمال،
إما بـ تبحث عن السعادة فى ماضيها أو تسعى إليها فى المستقبل، ولكن بـ يظل فيه
دائمًا إحساس الافتقاد والشغف للنصف المفقود اللى بعناقه تكتمل السعادة أو الحياة
أو “الصورة” اللى أبدعها مصمم الغلاف عمرو الكفراوى واختارها بعناية
فائقة من أجمل مشاهد الرواية.
“عناق
عند جسر بروكلين” ضمن القائمة القصيرة للروايات المرشحة لجائزة البوكر
للرواية العربية.