-
محمد على إبراهيم
-
من الآن
-
عربي عربي
-
10 جم
-
مكتبة مدبولى و"أ" وديوان
Samah Nageh
ولما ندخل فى المجموعة أكثر هـ نلاقى أن النزعة الرومانسية بـ تزيد ولكن ممزوجة بتصادم مع ضغوط المجتمع واللى بـ تصنع حد فاصل بين الإنسان وطموحاته العاطفية وممكن نشوف ده بوضوح فى قصة “أغنية قد تبدو حزينة للعشق” واللى بـ يقول فيها الكاتب: “تركت نجلاء فتحى هذا البطل الذى أنسى اسمه تمامًا وتزوجت، ثم قضت العمر تحت أقدام هذا البطل الميت. أعتقد أنى سأواجه نفس المحنة وسأنتظر موتى حتى تعود، وإذا استطعت كلامًا فسأقول لها: أنا أكرهك.. أعلم أن اللسان سيعجز وسيعنفنى القلب كثيرًا”.. وكأن الكاتب عاوز يقول المجتمع يعيد تاريخه بتغير الأشخاص فقط ولكن الأحداث نفسها تتكرر وأنه هـ يلاقى نفس المصير ككل من سبقه من العاشقين.
ولما نوصل لـ “طعم البوسة” القصة اللى اختارها الكاتب علشان تكون عنوان للمجموعة هـ نلاقى امتزاج عجيب بين الحب والسياسة، وتقنية كتابة القصة دى مختلفة، فهـ نلاقى فى وسط السياق الرومانسى فواصل من عدة سطور قليلة تقطع السياق ده، والسطور دى على شكل خطابات ومكتوبة داخل برواز مربع بـ تحمل محتوى سياسى وكأن الكاتب عاوز يقول للقارىء أن السياسة تقتل الحب وأن الضغوط الحياتية لو زادت فى مجتمع بـ تصنع منه أفراد مشوهين ومحبطين بالضرورة، فبـ يقول مثلاً: “كانت الملابس الثمينة التى ترتديها الأم كأنها سماء اكتظت بغيم أسود أمطر وابلاً من رصاص الكلمات.. يا بت ده هـ يجيب لك شبكة بـ 10 آلاف جنيه غير المهر.. طب بسلامته حيلته إيه؟”.
ومن بين الخطابات اللى وردت فى القصة استوقفنا آخر خطاب لأن آخر جملة فيه فى منتهى العمق، وفى الخطاب ده بـ يقول الكاتب: “حسم وزير الداخلية الموقف قائلاً: الموقف تحت السيطرة تمامًا”.
قال قادة المرحلة: نثق تمامًا فى القضاء.
قلت: و القدر!!” والجملة دى بـ توضح حال الأغلبية فى مجتمعنا الآن، لأن الخوف من القادم والخوف من المستقبل أجبرنا على عدم توقعه.
فى النهاية بـ نقول جربوا تقرأوا المجموعة دى هـ تلاقوا لغة سلسة وبسيطة بـ تنقل لكم بمشهدية رائعة مجتمع نعيشه.