-
المستشار أشرف العشماوي
-
واقعية
-
من الآن
-
عربي عربي
-
40 جم
-
مكتبات وسط البلد
Cairo 360
مصر عندها آثار بكميات ضخمة، لكن فترات الفساد اللي مرت على مصر ما كانش البشر
هم المتضررين منها وبس، وكمان الحجر كان في مقدمة المتضررين من الأنظمة الفاسدة،
اللي مش بس فرطت في الآثار المصرية، لأ وكمان حطت قوانين تحلل التجارة فيها
وتهريبها بصورة رسمية، هو ده اللي بـ يوضحه المستشار أشرف العشماوي في كتابه المهم
“سرقات مشروعة” اللي بـ يحكي فيه حكايات مؤلمة عن كميات ضخمة من الآثار
المصرية خرجت بصورة رسمية وغير رسمية من مصر، والمسئولين عارفين مكانها لكن لا
حياة لمن تنادي.
بـ يقول: “أصدرنا عشرات القوانين ومئات اللوائح وآلاف القرارات؛ للتفاخر
بفرض أقصى حماية قانونية، بينما الحقيقة أننا كنا نفرط في آثارنا على أرض الواقع”،
الكتاب بـ يتكلم عن حكايات عن سرقة الآثار، في مصر وتهريبها ومحاولات استردادها،
وبـ يقدم معلومات قيمة في القانون والتاريخ والأحداث المعاصرة، وبـ يعرض القوانين
المرتبطة بالآثار، منذ نشأتها، والمجهودات اللي بذلها المستشار أشرف العشماوي مع
فريق استرداد أثار مصر علشان يقدروا يستعيدوا تاريخ وآثار، وحضارة مصر المنهوبة.
من خلال الكتاب هـ نشوف حكايات مثيرة، تضايقنا جدًا لما اكتشفنا أن آثار مصر بـ
تتسرق من آلاف السنين، وبرضه السرقة لحد اللحظة اللي بـ نكتب فيها دلوقتي ما خلصتش،
التهريب والسرقة بقى مصير طبيعي لآثار مصر، ويمكن المهم في الكتاب أنه بـ يضم صور ووثائق،
بـ يشرح من خلالها الثغرات اللي استخدمها الناس اللي كانت بـ تنقب عن الآثار،
والأنظمة اللي استحدثتها البعثات الأجنبية زي نظام قسمة الأثار بين البلد اللي بـ تنقب
وبين مصر صاحبة الآثار!
المثير للاستغراب فعلاً، واللي مش ممكن ناس كثير تصدقه أن فيه آثار تم تهريبها
من مصر بصورة رسمية، وبورق حكومي، ومش الأجانب بس هم اللي كانوا دائمًا بـ يسرقوا آثار
مصر، لكن للأسف كمان فيه مصريين ما عندهمش ضمير، طماعين بـ يتاجروا في الأثار من خلال أكثر من مرحلة سواء التنقيب
أو التهريب، أو التحايل على نظام الحيازة بالتعاون مع المرتشين وأصحاب النفوس
الضعيفة، ناهيك عن الألاعيب السياسية اللي خلت آثار أجدادنا اللي مالهاش ثمن تبقى
مجرد ديكور وهدايا للرؤساء والملوك بعد قيام الجمهورية، بل أن بعض القوانين ساهمت في
أنها تخلي التهريب والسرقة عمليات مشروعة!
الكتاب حلو، لكنه ثقيل، يمكن ما يناسبش الناس اللي عاوزة ترفه عن نفسها، وتقرأ
حاجة تجدد مخها، الكتاب مؤلم فعلاً لأنه بـ يقدم وقائع حية لسرقة تراث مصر
وتاريخها اللي ما حدش كان حاسس بقيمتها حتى رؤسائها وملوكها، من أول محمد علي اللي
كان أول واحد يحط قوانين تحمي الآثار ومع ذلك كان بـ يعطيها على مزاجه لأصحابه من
ملوك وقناصل الدول الثانية وانتهاء بالرؤساء جمال عبد الناصر، وأنور السادات وحسني
مبارك اللي برضه كانوا بـ يعطوا آثار مصر هدايا للرؤساء من غير ضابط ولا رابط ولا
حساب.