-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
50 EGP
-
مكتبات وسط البلد
Mustafa Abd Rabu
![حذاء فيلليني: الأحلام أصدق ما يكون](https://assets.cairo360.com/app/uploads/2016/11/article_original_10955_20161019_5807594181986-700x323.jpg)
أنا كل يوم أسمع فلان عذبوه
أسرح في بغداد والجزاير وأتوه
ما أعجبش م اللي يطيق بجسمه العذاب
وأعجب من اللي يطيق يعذب أخوه.
عجبي !
رباعية صلاح جاهين بتعبر عن عالم الرواية بشكل ممتاز. مطاع المعالج النفسي بيتعرض لتعذيب رهيب في المعتقل في دولة عربية، هنعرف في النهاية إنها سوريا.
العنوان فيه خدعة. الرواية مش بتتكلم عن السينما لمجرد ذكر إسم المخرج الإيطالي الكبير فيديريكو فيلليني لكنها استوحت أشياء من أعماله ومذكراته.
الكتابة في منطقة أدب السجون قليلة نسبيًا في الأدب العربي. لكن على قلتها هي أعمال متميزة. زي رواية تلك العتمة الباهرة للروائي الجزائري الكبير الطاهر بن جلون. لكن هنا وحيد الطويلة اختار طريقة مختلفة تمامًا علشان يحكي الحكاية.
اختار الكاتب شكل الحوارات الداخلية الطويلة. ويمكن الطريقة دي متناسبش بعض القراء، لأنها هتحسسهم باللخبطة والإرتباك. لكن ده مقصود كأن عقل مطاع اختل بعد ما تعرض للتعذيب.
مطاع دخل المعتقل من غير تهمة واضحة. وفقد إنسانيته وكرامته. حبيبة مطاع القديمة هتزوره في العيادة مع جوزها العجوز شبه الميت. مطاع هيعرف إن جوزها هو اللي عذبه في المعتقل من عشر سنين. والزوجة هتحكي إن جوزها العسكري السادي كان بيعذبها هي كمان. وهنا هيتحول مطاع من ضحية لجلاد.
مطاع ماكنش عايز يقتل الجلاد اللي عذبه في المعتقل، لكن كان عايز يعذبه. وبيقع في صراع كبير. بين رغبته في الإنتقام وظهور جوانبه السادية، وبين رجوعه للإيمان بالحب بعد ظهور حبيبته الأولى اللي هي زوجة السجان.
كأن الكاتب بيقول أن الحاكم الديكتاتور بيسرق الأحلام والحبيبة وكرامة الإنسان. الرواية مختلفة في كل عناصرها تقريبًا. ومن الأفضل تقرأ بتأني.