-
أشرف العشماوي
-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
60 EGP
-
مكتبات وسط البلد
Mustafa Abd Rabu
تحكي الرواية عن النوبي عجيبة سر الختم، الذي تم تهجيره من قريته بعد بناء خزان أسوان. الفتى الأسمر القوي فارع الطول يعاني في القاهرة كثيرًا.
يعمل في نادي الجزيرة فتقوم ثورة يوليو، ويوقعه القدر في طريق بدر المغازي ابن الباشا، والوزير السابق شفيق المغازي. فيستغله بدر كي يعيد جزءًا من أملاكه التي أخذتها الثورة من الإقطاعيين.
يتغير اسم عجيبة ليصبح فارس حبيب حبشي الثري السوداني المسيحي. يهاجر بدر ويعود عجيبة ليعاني في شوارع القاهرة. يعمل مع الدجالين، وصانع أحذية ويستقر في الإسكندرية.
واضح من البداية عدم وجود خطة للرواية قبل الكتابة. الكاتب مقرر يمشي مع عجيبة سر الختم وبدر المغازي أطول مسافة ممكنة. لحد ما تخلص كل الخطوط والحيل والاحتمالات.
وللأسف فيه اعتقاد شائع عند الروائيين العرب، إن الرواية كل ما صفحاتها تكتر كل ما تبقى ممتعة أكثر. طبعًا ده غلط، أو على الأقل محصلش هنا صحيح حجم الرواية الكبير استهلاكي وجذاب لبعض القراء إلا إن كتابة رواية طويلة مغامرة لازم تتحسب كويس. وفي الرواية دي ممكن نحذف 200 صفحة أو أكثر من أصل 470 من غير ما يحصل أي خلل.
شخصية عجيبة – بطل الرواية- مش مكتوبة كويس. مجرد شخصية على الورق. رجل أسمر طويل جدًا، وبس كده!. وطبعًا شخصية بدر المغازي فيها نفس المشكلة.
اختيار أشرف العشماوي الكتابة بضمير المتكلم في جزء عجيبة سر الختم اختيار سيء. وخاصة مشهد انتقام المعلم عاشور الجزار من عجيبة بعد ضرب ابنه. مشهد بتر أصابع عجيبة من أسوأ مشاهد الرواية. المفروض إن عجيبة هو اللي بيحكي. لكن المشهد كأن حد تاني بيحكيه.
رحلة عجيبة – اللي مفروض تبقى رحلة ثرية – بداية من النوبة لنادي الجزيرة، وشغله مع الدجالين، واستقراره في الإسكندرية. كلها أحداث مفتعلة وغير ممتعة.
أشرف العشماوي صدر له 4 روايات تقريبًا قبل الرواية دي. لكن أسلوبه أقرب لكتابات طلبة الثانوي في محاولاتهم الأولى للكتابة. أسلوب ركيك، جُمل الوصف كثيرة جدًا.
هنلاقي حاجات زي: (رجل أبيض بوجه مستدير وضحكة صفراء وبطن ضخم) ومش محتاجين نقول إن الطريقة دي انتهت من الأربعينيات.
القضايا الكبيرة لا تصنع روايات جيدة. فما بالنا لو أهمل الكاتب قضيته الأساسية في الرواية –زي ما حاول يفهمنا- الكلام عن تهجير أهل النوبة كان يمر سريعًا، ومن غير أي تفاصيل عن تغير حياتهم من الاستقرار إلى الترحال، ومن الاطمئنان إلى الغربة.
كله كلام مكرر عن غرق القرى وتهجير أهلها. ومن حق الكاتب يقف ضد ثورة يوليو. لكن لازم يعبر عن رأيه بسلاسة وبأسلوب أدبي، مش مجرد هجاء سياسي فج.
الرواية كويسة لو هتقرأها على البحر في يومين، تضييعًا للوقت. لكن مفيهاش أي متعة من أي نوع.