-
محمود حافظ
-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
40 EGP
-
مكتبات القاهرة
Cairo 360
يمكن العنوان يوحي برواية دينية تحكي سيرة بنت أحد الانبياء، أما الغلاف فغريب فعلاً ميوحيش بحاجة، كائن باين عليه ذئب أو يمكن يكون كلب؟، وإيد بتطبطب عليه.. طب فيه أي علاقة كدة بين العنوان والغلاف؟!
الحقيقة لما قرأنا (بنت نبي) عرفنا أنها مش رواية دينية خالص، بالعكس دي بتناقش قضايا معاصرة جدًا، والغلاف له علاقة فعلاً بالاسم، خصوصًا لو بشيء من التوسع ربطنا بين الذئب والنبي، واتضح لنا ان الرواية تجربة مختلفة نوعًا عن النمط المعتاد دلوقتي، والاختلاف كان ليه مزاياه وعيوبه زي ما هنشوف في التقرير ده.
أفسد مجتمع ممكن تشوفه في حياتك!
في بداية الكتاب استهلال من القرآن (بل يريد الإنسانُ أن يفجر أمامه) آية 5 سورة القيامة، والحقيقة لما تقرأ الجزء الأول في الرواية هتفهم معنى الآية دي بالظبط، لإن الجزء ده بيدور في زمن خيالي قديم عن مجتمع فاسد جدًا جدًا لأقصى درجة، نقدر نقول أنه معكوس دينيًا عن مجتمعنا من حيث الحلال والحرام.
كفاية نقولك ان المجتمع ده فيه الناس بتمشي عرايا في الشارع!، والصلاة عندهم هي الزنا عندنا!، ودار العبادة عندهم اسمه الماخور!، الحقيقة ده نمط معروف في الأدب اسمه “ديستوبيا” أو “أدب المدينة الفاسدة”، وعادة بيدور في المستقبل من ناحية العلم والسلطة الفاسدين زي فيلم Hunger Games، لكنه هنا بيحصل في الماضي من ناحية الدين والأخلاق.
مجتمعنا…والبحث فيه عن بنت نبي
الجزء التاني بيدور في القاهرة سنة 2016، وفيه بنعيش لغز عن بطل القصة الشاب الراقد في غيبوبة، وصديق له بيلاقي نفسه مضطر يدور على سبب الغيبوبة دي اللي الدكاترة احتاروا فيها، جو يفكرنا بشرلوك هولمز بس بشكل أعلى في الخيال، يعني مثلًا تطلع بنتيجة من ربط مجموعة أغاني ببعضها، أو تشابه في حروف كلمتين يوصلك لخطوة تانية، وهكذا لغاية ما توصل للسبب الأكبر والأهم.
الجزء ده أخف بكتير من اللي قبله، ومختلف عنه جدًا كأنه كتاب غيره، الأول تقيل مليان رموز واسقاطات من كل نوع، أما التاني فهو مغامرة إيقاعها سريع هتشدك وتنتهي بربط غير متوقع برضه بين الجزئين، مش هنحرق لك باقي القصة اللي اتضح إن فيها فلسفة تخليك تفكر وتقارن حياتك بحياة البطل خصوصًا لما بيقول: “وهل أنا وحدي الذي تأذى وعانى من أمور كهذه ؟ حب مستحيل.. وصديق خائن.. وأحباب يموتون.. وغرائز حامية ؟ لست الوحيد حتمًا، لكني الأشد في الأذى و الضرر، جروحي ثخينة و ألمي شديد”.
عن لغة الكاتب
نقدر نأكد ان لغة الكاتب قوية والألفاظ رصينة، يعني مفيش قلق من ناحية العمق اللغوي، شخصية واحدة بس اتكلمت بعامية صريحة لأنه بيمثل طبقة متدنية من الثقافة، يعني العامية مقصودة هنا رغم إنها ممكن تضايقك وسط الفصاحة.
التجديد مضمون برضه، وإن كان صادم فعلاً، لكن مع نهاية الرواية كل شيء بيتضح، أنت هتشوف الدنيا عتمة في الأول لكن لما النور بيظهر بتحس بقيمته أكتر، غير إن الكاتب مبالغش في أوصاف مشينة ومشاهد خارجة.
رغم كدة شخصية الصديق اللي بيساعد البطل مثالية جدًا، مفيش حد كدة في الواقع أبدًا، ده هيخليك تستغرب من كل اللي عمله وتحس إن كان ناقصه شوية إقناع اكتر.
أما الوصف في القصة فكان قليل، يمكن الصورة واصلة للقاريء لكن التفاصيل مهمة ومطلوبة، والأماكن محتاجة توصيف أكتر.
بنت نبي..قضايا شبابية وإنسانية
الرواية ناقشت قضايا مهمة وتمس معظم الشباب، زي الغريزة والتشدد الديني وفكرة كليات القمة العقيمة، وكمان راحت لقضايا إنسانية عمومًا زي الصحوبية والموت ودوامة الحياة، كل ده في إطار خيالي فلسفي، وبنت النبي كانت حاضرة كرمز وكبطلة في العموم.