-
محمد بن عبد الجبار بن الحسن النفرى
-
دين وروحانيات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
4 جم
-
مكتبات وسط البلد، وفى مكتبات الهيئة العامة المصرية للكتاب
Ahmed Abd El Gawad
محمد بن عبد الجبار بن الحسن النفرى واحد من الشخصيات
المشهورة جدًا فى التصوف الإسلامى، ولد فى مكان اسمه “نفَّر” فى العراق،
وعاش فى القرن الرابع الهجرى، وهو الوقت المعروف بانتشار الأفكار الصوفية فيه،
حياته كانت غامضة ومافيش معلومات كثير عنها، لكن الأكيد أنه كان بـ يملى الكتاب
بتاعه على تلاميذه وهما بـ يسمعوا منه ويكتبوا، كانوا بـ يكتبوا كتاب “المواقف
والمخاطبات”.
وتعالوا مع بعض نعرف إيه الكتاب ده، الكتاب قديم جدًا
لكن الهيئة المصرية العامة للكتاب أعادت طباعته مرة ثانية لأهميته تحت سلسلة اسمها
“التراث”، وعلى فكرة هى سلسلة مهمة وفيها كتب كثير قيمة وبسعر قليل
جدًا.
فى الأول لازم نعرف أنه مش كتاب دينى بالمعنى المعروف،
لكنه كتاب أدبى فلسفى دينى، وواحدة واحدة كده وهـ نقول لكم يعنى إيه، الكتاب فيه
مناجاة مع الله وكلام النفرى عاوز يقوله لله، فهو واخد شكل دينى، وفى نفس الوقت
الكتاب بـ يتعرض لقضايا فلسفية إسلامية زى فكرة وجود الله والإيمان والعلم
والمعرفة؛ وده الشكل الفلسفى، وأخيرًا الكتاب بـ يتعرض لكل ده بطريقة أدبية جميلة
فيها شكل جديد، ما تقدرش تقول شعر ولا نثر هو حالة ما بين الاثنين، حالة لازم تقول
عليها “المواقف والمخاطبات”.
المواقف عبارة عن رؤية صوفية خالصة للنفرى بـ يكلم فيها
الله وبـ يربط كل محاورة بـ يتخيلها بينه وبين الله بموقف معين، يعنى مثلًا يقول
فى موقف العز: “أوقفنى فى العز وقال لى: لا يستقل به من دونى شيء، ولا يصلح
من دونى لشيء، وأنا العزيز الذى لا يستطاع مجاورته”.
وبيقول مثلًا فى موقف القرب: “وقال لى أنا أقرب إلى
اللسان من نطقه إذا نطق، فمن شهدنى لم يذكر ومن ذكرنى لم يشهد”.
أما المخاطبات فهى حالة وجدانية ثانية فيها خيال العابد
الأديب اللى بـ يتخيل ربنا بـ يكلمه وبـ ينقل لنا الكلام ده فى مجاز جميل فـ يقول:
“يا عبد أنا الناطق وما نطقى النطق، وأنا الحى وما حياتى الحياة، أحلت العقول
عنى فوقفت فى مبالغها”.
وبيقول فى المخاطبات: “يا عبد لا تيأس منى فـ تبرئ
منك ذمتى”، “يا عبد كيف تيأس منى وفى قلبك متحدثى”، “يا عبد
أنا كهف التائبين وإلىَّ ملجأ الخاطئين”.
هو ده النفرى فى مواقفه ومخاطباته اللى كنا عاوزينكم تقرأوها
وتعيشوا حالتها معانا علشان تتعرفوا على شكل جديد من المناجاة والعلاقة بين العبد
والله.