The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فيه كتب مهمة بتخلينا نتعرف على القاهرة زمان، وبتكون أقرب لآلة زمن بتنقلنا للماضي، ومنها كتاب الكاتب الصحفي محمد الشماع الأحدث، واللي بيحمل عنوان “السرايا الصفرا – رحلة في مذكرات محمد كامل بك الخولي مدير مستشفى المجاذيب (1916- 1953)”.

وبيقول “الشماع” في مقدمة كتابه الصادر عن دار المصري للنشر والتوزيع: “أعترف أن فكرة نشر مذكرات الطبيب محمد كامل الخولي لم تكن من بين أولوياتي، أولًا لسهولة الحصول عليها من مصدرها الأصلي، فهي منشورة ومتاحة في الأرشيف لمن يهوى، وثانيًا لما وجدته فيها من طرافة التناول وبساطته، فالكاتب الطبيب لم يقدم صورة مختلفة عن المرضى النفسيين والعقليين، بخلاف ما قدمته أفلام الأبيض والأسود، كما أنه لم يناقش ظاهرة نفسية مجتمعية مرتبطة بالمرض النفسي بعمق أو بنفاذ، وأخيرًا لأنني خشيت أن يكون تناول الطبيب في مشاهداته من سير المرضى (مستخدمًا بعض الأسماء) حنثًا بـ “قسم أبقراط” الذي يقسمه الطبيب قبل مزاولته للمهنة، وخصوصًا في مسألة إفشاء أسرار المرضى”.

وبيضيف محمد الشماع في كتابه “السرايا الصفرا – رحلة في مذكرات محمد كامل بك الخولي مدير مستشفى المجاذيب (1916- 1953)”: “قرأت المذكرات (التي أميل إلى تسميتها مشاهدات) مرة وأخرى وأخرى، وفي كل مرة تظهر لدي انطباعات جديدة ومختلفة، في كل مرة أهرول ناحية كتب التاريخ ووثائقه وصحف ومجلات صادرة في النصف الأول من القرن العشرين للبحث عن حادث ذكره الطبيب بين ثنايا المشاهدات، مثل حادث إطلاق النار على الزعيم سعد زغلول مثلًا واتهام الجاني بالمرض النفسي، أو لاستطلاع قضية تخص التاريخ الاجتماعي كقضية الأطباء الأجانب الذين عملوا في بر مصر، وكانت لهم الغلبة في الآراء والأحكام الطبية حتى قيام ثورة يوليو، وكذلك طبيعة ونشأة المجالس الحسبية”.

وبيكمل الكاتب في كتابه المهم: “أما بساطة ما تناوله الطبيب فكان مصدر رغبة داخلية في معرفة تاريخ تطور الطب النفسي والعقلي في مصر، خصوصًا في مسألة التشخيص والعلاج، والتي لم يقترب كاتب المشاهدات منها إلا في حالات نادرة، ومنها مثلًا ما تطرق إليه في بضعة سطور عن حالات عديدة من الإصابات النفسية التي ضربت أسرة محمد علي باشا، منها ما ناظره وشاهده بنفسه مع أميرات تركيات من العائلة الملكية، ومنها ما سمع عنه وخصوصًا حالة الملك فاروق العقلية والتي أفرد لها جزءًا خاصًا، قدم فيه رأي طبيب باشر الملك بنفسه واستخلص مرضه، ما جعله يتحدث عن “وراثة الجنون” في الأسرة”.

محمد الشماع كاتب وصحفي وكاتب سيناريو مصري عمل في بداية حياته المهنية صحفي بجريدة القاهرة، وبعدها كتب لكتير من الصحف والمجلات المصرية، وبيشتغل حاليًا في جريدة أخبار اليوم، وبيكتب كمان في موقع مبتدا الإخباري.

صدر له كتب “أيام الحرية” و”الشعب يبدي رأيه في كل ما حدث” و”حكايات من دفتر صلاح عيسى”، وهو كمان صانع أفلام وثائقية، ووصل السيناريو الخاص به “هبوط في الدورة الدموية” في عام 2020 للقائمة القصيرة لجائزة ساويريس للثقافة في فرع كبار الكتّاب في السيناريو.