-
أشرف عبد الشافي
-
واقعية
-
من الآن
-
عربي عربي
-
25 جم
-
بائعي الكتب
Cairo 360
“البغاء الصحفي” عنوان صادم، وكلمتين ممكن تحسهم مش
راكبين على بعضهم، إزاي فيه مهنة تفترض في صاحبها الصدق والأمانة في نقل المعلومات
وهي الصحافة نلاقي كلمة زي “البغاء” جنبها!، الحقيقة أن العنوان الصادم
ده كان سبب رئيسي في إقبال القراء على الكتاب واهتمام الصحافة به.
عبارة عن مقالات،
بعضها منشور وبعضها غير منشور، بـ ينتقد فيها الكاتب الصحفيين والكتاب الكبار اللي
كانوا بـ ينافقوا السلطة ولما بـ ترحل ينتقدوها، وبـ يوصف عدم ثباتهم على مواقف
واضحة ومحترمة بأنه أشبه بممارسة البغاء، خاصة الصحفيين اللي كانوا من أشد
المؤيدين وبـ يأسسوا لإمبراطورية نفاق كبيرة، وانقلبوا بقدرة قادر بعد الثورة إلى
أساتذة في مدح الثورة والثوار وعملوا نفسهم
معارضين.
في مقدمة الكتاب بـ يقول
عبد الشافي أنه لما بدأ كتابة المقالات اللي فيها النبرة القاسية دي كانت جريمة،
والجريمة دي كملت بصدور الكتاب، وكمان بـ يقول على نفسه أنه كاتب “مجهول” وسط كوكبة من العقلاء مش هـ يكون له تأثير
عليهم، وهو بالطريقة دي بـ يقول لنفسه الرد اللي ممكن يُقال له من كثير من
الصحفيين اللي بـ ينتقدهم، فبـ يعفيهم من المهمة دي، وزي ما شتمهم بـ يشتم نفسه
برضه ويسخر منها، وبـ يقول أن كلمة “البغاء” اللي وردت في عنوان الكتاب
مش مقصود منها إلا توصيف حالة عامة، ومش إدانة لشخص بعينه، وأن تعلقه بالكلمة دي علشان
يحطها على غلاف الكتاب “شغل عيال” وهذيان حمى، وبذرة حقد في قلبه بـ يتطهر منها عبر النشر!
الكتاب بـ يعرض أسماء
بعينها لكتاب وصحفيين معروفين من غير خوف ولا إحراج، لأن أسماءهم مقرونة باللي
كتبوه قبل وبعد الثورة، أبرزهم الكاتب مصطفي بكري، ومحمد حسنين هيكل، وحمدي رزق،
ومحمود مسلم ومجدي الجلاد، كل دول بـ يعرض لهم الكاتب مقالات قصيرة أقل من صفحتين،
بـ يعرض فيها كل اللي كتبوه عن رموز النظام
السابق وبالتحديد جمال مبارك، وده من خلال قراءة نقدية عنيفة.
الفصل الأخير خصصه
الكاتب لـ “الأستاذ” محمد حسنين هيكل، اللي شرح تاريخه مع رؤساء وملوك
مصر في ضربة واحدة، وبالدلائل، وللأسف اللي كتبه مافيهوش شك وأكيد هـ يؤثر على
الصورة الذهنية لمحمد حسنين هيكل عند أي حد مننا.
الكتاب حلو فعلاً،
ومشوق، وفصوله قصيرة وموضوعاته مختصرة ولغته حلوة فعلاً، هـ تحسسك أنك أمام كاتب لو
شوفت اللي كاتبه من غير ما تقرأ اسمه هـ تعرفه لوحدك، والحقيقة أن ده قمة النجاح، الكاتب عنده عين ناقدة، وعقل بـ
يعرف يلقط التناقضات الشديدة وجرأة في أنه يدمر كل المصالح المحتملة مع كل الناس
اللي ذكرهم في كتابه، وبدل ما ينافق هنا أو هنا علشان يبقى رئيس قسم ولا مدير
تحرير في جورنال ولا اثنين قال اللي في نفسه وحط العنوان اللي في مزاجه وساب رزقه
على الله.