معرض د. عبد السلام عيد بجاليري سفر خان
معرض د. عبد السلام عيد: السهل الممتنع في جاليرى سفر خان
-
6 شارع البرازيل
-
معارض
-
-
10 صباحاً - 2 صباحاً / 5 مساءً - 9 مساءً (عدا أيام الأحد)
Dina Mokhtar
جاليري سفر خان – Safar Khan Art Gallery بـ يقيم معارض لأكبر الأسماء الموجودة على ساحة الفن التشكيلي المعاصر في مصر، زي الفنان الحسين فوزي، وأحمد نوار وفاروق حسني وغيرهم؛ وبالرغم من أن كثير من مشجعي ضخ دماء شبابية في الحركة الفنية لمصر ممكن يعتبروا الانتقائية دي شيء سلبي، إلا أن عناية اختيارات سفر خان لفناني معارضهم أكسبت الجمهور ثقة في أن المتعة البصرية، والفن الراقي عنصرين مضمونين للمعارض اللي الجاليري بـ يقيمها.
الفنان السكندري عبد السلام عيد من مواليد سنة 1943، وهو أستاذ متفرغ بقسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية؛ حصل على جوائز فنية محلية وعالمية أهمها جائزة الشرف في التصوير في بينالي “سان جيوفاني الثاني” في إيطاليا سنة 1982، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون لسنة 2005، وبالرغم من أنه أستاذ في فن التصوير، إلا أن المعرض ده بـ يضم عدد كبير من الأعمال المستخدم فيها أدوات وخامات مختلفة غير مألوفة، زي الحبال والشوك البلاستيكية.
بالنسبة لنا أول قطعة في المعرض الموضوعة على يمين المدخل -واللي بـ تحتل البوستر الدعائي للمعرض- هي القطعة الماستر؛ لأنها بـ تجمع ما بين فن التصوير الجداري باستخدامه للفسيفساء في الإطار البيضاوي للعمل، وهويته المتفردة كفنان في منتصف القطعة، واللي واضح في تشكيل مجسم لطيور، وكائن أسطوري فرعوني.
الجميل أن القطع المستخدم فيها الفسيفساء منفذة بشكل ممتاز وغريب في الوقت نفسه، منها جدارية مستخدم فيها قطع الفسيفساء مقلوبة وبالتالي إحنا شايفين ظهرها بلونه البني واللي غالبًا بـ يكون ملمسه خشن وعليه تفاصيل الصنع. القطع متناهية الصغر ومقطعة ببساطة مدروسة علشان في الآخر تتجمع فتكون مجموعة من الزخارف المتداخلة الشبيهة بزخارف الطراز الإسلامي بتفاصيله الهندسية. وفي أعلى الجدارية استخدم الفنان قطع زجاج باللون الأزرق واللي أبرزت العمل ككل.
أبهرتنا قدرة عبد السلام عيد على استخدام خامات بسيطة متواجدة في حياتنا العادية في أعماله الفنية، زي الحبال اللي استخدمها في أكثر من لوحة بطريقة سلسة وعفوية جدًا، بالرغم من أننا متأكدين أن مرحلة التحضير ما كانتش سهلة، وخصوصًا أن تداخل الحبال في بعضها واضح جدًا أنه منظم ومدروس. فيه قطع ثانية لاحظنا تركيبات مختلفة من بقايا قماش مزخرف، قطع الخشب وحتى قطع معدنية ممكن تكون من آلة قديمة، كل الخامات دي بملامسها المختلفة متآلفة مع بعضها في تكوينات رائعة تخليك تحس أن ده مكانها الأصلي وأنها ما اتخلقتش غير علشان تستخدم كأداة فنية وبس.
وبعيدًا عن الكولاج والخامات المختلفة، عجبتنا مجموعة من اللوحات المستخدم فيها “الإيكولين” -وهي ألوان شبيهة بالألوان المائية ولكن لزوجتها أعلى، نقدر نقول أنها أقرب للحبر الملون، بـ تمتاز بألوانها الناصعة والقوية- من ضمنها لوحتين عبارة عن رسوم مجردة ألوانها متداخلة، ولوحتين ثانيين من نفس الخامة مستخدم فيهم أيضًا قلم جاف، آخر لوحة فهي من خامة ألوان الباستل، ومافيهاش أي تفاصيل سوى مجموعة تداخلات لونية.
سواء أنت من هواة الفن التشكيلي وعندك صبر أنك تقف أمام لوحة فنية علشان تحاول تفسرها أو لا، لوحات معرض د. عبد السلام عيد بالتأكيد هـ تبهرك بتلقائيتها وبساطة خاماتها اللي هـ تتآلف معها من أول نظرة.