Omar Mossad
واضح أن الاختراع الأسطوري لآلة زمنية تسمح للبشر أنهم يسافروا عبر الزمن ويعيشوا زمن غيرهم ده لا زال بيراود خيالات الناس، وواضح برضه أنه حتى لو ما اتحققش بصورته اللي بتيجي في الحكايات وبتتعرض في أفلام الخيال العلمي؛ لكنه اتحقق بصور تانية أبسط بكتير وأثرها واضح علينا..
الكاميرا اللي صورت كل لحظة عاشها غيرنا وفرّجتنا على مظاهر كتير من الحياة مالحقناش نشوفها ولا نعيشها، والكتب اللي فيها روايات الزمن اللي فات ووصفه، والفن اللي بيرسم لوح بديعة توصف وتشكّل اللي اتحكى في الروايات دي، وغيرهم..
صفحة “فوتو مصر” قررت تشتغل كآلة زمن لكن في نطاق متخصص شوية، آلة زمن مكتوب عليها بالخط العريض: “صُنِعَ في مصر” !
بدأت الصفحة شغلها من أكتر من 3 سنين بفكرة بسيطة جدًا.. البلد اللي إحنا عايشين فيها دي ما كانتش طول عمرها زي ما إحنا شايفينها كده، ناسها كانوا غير، وأماكنها كانت غير، وثقافة شعبها كانت غير، ومظاهر العيشة فيها كانت غير.. لكن يا مين يعرف وللا حتى بس يهتم أنه يعرف..
القائمين على الصفحة كانوا من القليل بقى اللي اهتم أنه يعرف، وكمان يعرّف غيره.. وواضح أنهم كانوا مدفوعين بفكرة نبيلة جدًا، بتقول أنه جايز جمال الصور يصحي في الناس الحنين للزمن الجميل، فيرجعوا القيم والمبادئ بتاعته من تاني!
الفكرة كانت على قد بساطتها لكنها كانت عبقرية إلى أبعد الحدود، ولمست مع الناس جدًا، وده اللي فتح عيون أصحاب الفكرة على مصدر جديد ومهم وواسع جدًا للمحتوى اللي بينشروه على الصفحة.. ألا وهو: الناس!
الجمهور.. كل واحد أكيد عنده ألبوم صوره الخاص في بيته، اللي فيه صور متوارثة من زمن الآباء أو الأجداد أو حتى أجداد الأجداد.. الصور دي لو شاركناها سوا هنلاقينا بنكمل المشهد الكبير لمصر في الزمن اللي فات!
وده بالفعل اللي حصل.. بدأت الصفحة تتجاوز فكرة البحث عن المحتوى إلى فكرة أهم، وهي تحصيل المحتوى من الجمهور المهتم.. علشان يحصلوا صور أكتر من شرايح اجتماعية منوعة فيبقوا بيرسموا صورة أوضح وأكثر صدقًا وشمولية مش صورة بتمثل فئة معينة ولا شريحة مخصوصة..
وبعد النجاح المبهر للفكرة دي بدأ الفكر يتجه ناحية خلق منصة جديدة للوصول إلى الجمهور بعيدًا عن منصة الفضاء الإلكتروني وجو السوشيال ميديا..
وبالفعل تم العزم على إنتاج أول كتاب.. كتاب البطل فيه الصور مش الكلام!
ألبوم صور بعنوان “على البحر” بيوصف وبيحكي بالصور جانب من الحياة المصرية في زمن فات، ومن الواضح أنه بدأ مؤخرًا يحقق جزء من الانتشار المطلوب، ويوصل الرسالة اللي كان أصحابه عايزين يوصلوها..
فكرة تستحق الانتباه ليها والتركيز مع رسالتها..
تابعوا الصفحة وشاركوا في إكمال اللوحة البديعة لمصر في الزمن اللي فات بأنكم تبعتوا صور قديمة من ألبوماتكم الشخصية، وكمان اعرفوا أكتر عن الكتاب المنشور وازاي تقدروا تجيبوه، وسافروا وياهم في متاهات الزمن!