-
6 شارع البرازيل
-
معارض
-
-
10 صباحاً - 2 صباحاً / 5 مساءً - 9 مساءً (عدا أيام الأحد)
Dina Mokhtar
تعودنا خلال المواسم اللي فاتت أننا نروح جاليري سفرخان علشان نستمتع بأعمال عباقرة الفن التشكيلي في مصر، أمثال الفنانة إنجي أفلاطون والفنان صلاح عبد الكريم، إلا أننا لاحظنا أن الجاليري الموسم ده بـ يقدم أعمال لفنانين شباب؛ زي الفنان محمد منيصير بمعرضه "برزخ" اللي أقيم شهر أكتوبر/ نوفمبر اللي فات، وأخيرًا معرض الفنان كريم عبد الملاك "روح"، واللي مستمر للأسبوع الأول من شهر مارس، الفنان كريم عبد الملاك تخرج من قسم الجرافيك شعبة تصميمات بكلية الفنون الجميلة بالمنيا سنة 2003، وعمل كمصمم جرافيكس لفترة وبعدها رسام صحفي في روزاليوسف.
الفنان بـ يتناول موضوعين في معرضه؛ إهمال المباني الأثرية وقضية تهميش المرأة، بالرغم من أن الفكرتين ممكن ما يكونوش مرتبطين ببعض بشكل عام –الإهمال ممكن نعتبره هو العنصر المشترك ما بينهم- إلا أن الفنان قدر أنه يدمج ما بين الفكرتين في كل اللوحات بدرجة ممتازة وغير مفتعلة لدرجة أننا حسينا أنه قدر يجمع ما بينهم في اللوحات بعامل مشترك غير الإهمال، وهو الشعور بالتقدير تجاه العنصرين بتصوير أجمل ما فيهم.
لوحات الفنان اللي بتجمع أكثر من خامة بطريقة الكولاج منفذة بدقة؛ أشياء ممكن يكون مالهاش علاقة ببعضها (ألوان – ورق جرائد – باترونات) لأي شخص، إلا أن الفنان قدر أنه يبني لوحاته بجمع الحاجات دي وخلاهم يتفاعلوا مع بعض بمنتهى السلاسة.
في المجمل اللوحات بطلتها المرأة اللي صورها الفنان على خلفيات معمارية لمباني أثرية مشهورة تنتمي لأزمان مختلفة، على سبيل المثال، أول لوحة شفناها كانت خلفيتها مشهد لبئر سلم أحد القصور وفي المنتصف الجزء العلوي لامرأة؛ التفاصيل المعمارية بالرغم من دقتها إلا أنها ما تخطفش العين عن بطلة اللوحة واللي حركة السلم الدائرية بتاخد العين لقلب البطلة وده أوحى لنا بعمق الشخصية المرسومة.
بالرغم من أن معظم الأعمال مرسومة بمجموعة الألوان الترابية (البني – البيج – الذهبي)، إلا أن أكبر لوحات المعرض غلب عليها الرماديات بتصوير مجموعة من الفتيات العاريات باللون الأبيض المائل للرمادي اللي بـ يوحي بالشفافية، الفتيات بـ يعوموا وسط خلفية سوداء فيها غيوم ألوانها قريبة من لون البطلات، عجبنا أن الفنان رسم الفتيات ببراعة من حيث النسب وانسيابية أجسادهم، ومع وجود أجنحة لواحدة منهم (وكأنها ملاك أو فراشة) عجبنا أنه قدم أجساد بطلاته بشكل فيه براءة ملائمة للمشهد ككل.
في لوحة ثانية خرجت نوعًا ما عن إطار الألوان الترابية، لوحة دمجت التكوين المعماري لقصر البارون (على ما نعتقد) مع رأس فتاة على خلفية من اللون الفيروزي واللي كان متماشي مع درجات البني اللي مرسوم بها وجه الفتاة.
نعتقد أن المعرض ده من أجمل المعارض اللي زرناها الشهر ده، لو كتبنا عن كل اللوحات الموجودة هـ نظلمه لأن المعرض ده قراءة مقال عنه ما تكفيش… لازم يتراح.