بعد عرض فيلم “صاحب المقام”.. 5 ملاحظات على رسائل المصريين للأولياء والقديسين
آسر ياسين أفلام مصرية بيومي فؤاد رسائل المصريين شاهد فيلم صاحب المقام يسراCairo 360
بقلم: مينا عادل جيد
صاحب المقام فيلم العيد اللي بتدور أحداثه حول رجل أعمال بيضطر لهدم مقام ولي من أولياء الله الصالحين علشان يبني حوله كومباوند، فبتبدأ تترابط الأحداث بشكل عبثي ويظن -بمساعدة المؤمنين بالأولياء حوله- إن سبب كل المصائب اللي بتحصل في حياته نتيجة غضب الولي (سيدي هلال)، صاحب المقام المهدوم، وإنتقامه من البطل، فبيروح البطل رجل الأعمال يصالح الأولياء ويزور مقام الإمام الشافعي وياخد الجوابات المرسله للمقام، ويحقق الطلبات اللي فيها بفلوسه ونفوذه علشان ينول الرضا والمدد من أولياء الله الصالحين.
وبعيدًا عن مناقشة الفيلم من ناحية فنية، فيه 5 ملاحظات عن قضية الرسائل اللي بيبعتها المصريين للأولياء واللي كانت بطل الفيلم الحقيقي:
1- الفيلم بيركز على علاقة المصريين الروحية مع الأولياء والقديسين وهي منطقة ثقافية مصرية جدًا، وحلوة جدًا، وطيبة على قلب المصريين وغالية عليهم، اتلعبت المنطقة دي في عدد من الأعمال الفنية المصرية، من وجهة نظري كان أهمهم وأحرفهم هو مسلسل الخواجة عبد القادر.
2- الفيلم متأثر بـ ومعتمد على كتاب “رسائل إلى الإمام الشافعي: ظاهرة إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعي.. دراسة سوسيولوجية، من تأليف الدكتور سيد عويس، والكتاب صدر في السبعينات، هو عبارة عن دراسة مهمة قام فيها الدكتورعويس بدراسة الجوابات\الشكاوى المرسلة للإمام الشافعي من السائلين؛ يتحدثوا إليه ويناجوه، ويشكوا إليه ويطلبوا منه، وبعضهم بيكتبوا رسائل على قصصات ورق ويرموها في “المقصورة”، فيها آناتهم وأوجاعهم ومطالبهم، وهي جوابات معظمها بيكون مرسل من الأرياف بالبريد إلى الإمام الشافعي.
3- ظاهرة إرسال الرسائل للأولياء ظاهرة اجتماعية شبه متطابقة كمان عند الأقباط (المسيحية المصرية “الأرثوذكسية”) اللي بيزوروا الأديرة والكنائس اللي بتحوي أضرحة “رفات” القديسين وبيتركوا عندها قصصات ورق فيها شكاوى وطلبات من القديسن أو بيشاركوا اسم قديس مع اسم قديس أخر في الرسالة لتقوية الطلب مثل حال رسائل الإمام الشافعي بالضبط .. بالضبط ..كحد التطابق كما قولت.
4- ظاهرة إرسال الرسائل للأولياء والقديسين دي مش من صنع أفراد ولكنها نتيجة لحياة المجتمع، وبيُرجع أصولها إلى مصر القديمة، ويبدو إنها لسه عايشة معانا لحد دلوقتي، وكمان إذا كان إرسال الرسائل إلى الموتى ظاهرة مصرية قديمة فأن من عوامل منطقية وجودها في العصر ده (مصر القديمة) واستمراره لحد دلوقتي بيرجع إلى الاعتقاد في أن الميت حي في قبره وهو في حالة يقدر معاها يقرأ الرسالة. ده على حسب الدكتور عويس في دراسته المذكورة فوق.
5- فكرة أن حد (بشر) ياخد طلبات وشكاوى ورسائل رواد المقام أو ضريح القديس ويقراها دي فكرة في تقديري أنا الشخصي مرفوضة تمامًا من مرسل الرسالة، لأنها رسائل سرية للغاية بترسل ومابيعرفهاش غير (٣)؛ الإنسان المرسل، والولي / القديس الوسيط بين الإنسان والله، والله حلال العقد والمشكلات وشافي الأمراض وجالب الرزق. وهي بتكون رسائل سرية لدرجة أن لو أتنين أخوات واقفين قدام ضريح قديس أو ولي مابيعرفوش كل واحد فيهم كتب إيه أو طلب إيه في رسالته للولي أو القديس، وكمان الإنسان اللي بيزور ولي أو قديس أو يرسل لهم رسايل هو مش محتاج حاجة من بشر وغالبًا لو بشر تجسس على رسالته للولي أو القديس وجه قالوا أنا قريت اللي أنت طلبته في رسالتلك هيضربه وهيغضب جدًا ماعتقدش أبدًا أنه هيكون سعيد بالأمر زي ما ظهر في الفيلم.
صاحب المقام فيلم من تأليف إبراهيم عيسى وإخراج محمد العدل، وبطولة آسر ياسين، ويسرا، وأمينة خليل، وبيومي فؤاد، وهو أول فيلم مصري بيعرض على المنصات الإلكترونية قبل عرضه في السينمات، ممكن يكون صناع الفيلم لجأوا للحل ده كتفكير بديل لمواجه الإغلاق الجزئي لدور العرض ونظام العمل اللي أصبح مهدد في العالم كله بعد فيروس “كورونا” المستجد، وهو تفكير مختلف ممكن يغير وجهة الصناعات الثقافية في مصر إلى الآبد.
تقدروا تتفرجوا على فيلم صاحب المقام على منصة شاهد VIP.