The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

النجاح العالمي للبرنامج لم يشفع للنسخة العربية لأنها
جاءت أضعف من المتوقع، مفيش كلام أن الإنتاج كريم ومبهر زي ما عودتنا شبكة mbc وقامت بتعريب قبل كده برنامج «من سيربح المليون» وحقق نجاح أسطوري في موسمه
الأول، وعرضت مواسم كاملة من برامج «America’s
Got
Talent» و«So You Think
you Can Dance» و«American Idol»، لكن لما جه الدور على النسخة العربية من «Arab’s
Got Talent» وترجمتها
(العرب عندهم مواهب) واضح أنهم اعتمدوا على السمعة الجيدة لقنوات الـmbc أولاً ونجاح البرنامج عالميًا ثانيًا، ولم تبذل الشبكة المجهود الكافي
لإظهار البرنامج بالشكل اللي توقعه المشاهدين، خصوصًا في اختيار أعضاء لجنة
التحكيم.

لو حد شاف النسخة الأمريكية أو البريطانية هـ يعرف طبيعة
البرنامج الاستعراضية وأنواع الفقرات والمواهب المقدمة فيه وهو باختصار برنامج
مسابقات للمواهب بكل أنواعها وكل موهبة بـ تأخذ المسرح لمدة 5 دقائق تقريبًا أمام
لجنة تحكيم من 3 أفراد وجمهور ضخم قاعد في الستوديو، وبعد كده اللجنة بـ
توافق أنه يعدي للمرحلة الثانية لو المتسابق أخذ صوتين على الأقل، والجمهور ممكن
يشارك في التصويت عن طريق التليفون والرسائل باختيار متسابق، وأكثر متسابق بـ يأخذ
أصوات بـ يعدي للمرحلة الثالثة رغم أنف لجنة التحكيم وهكذا..

المحكمين هم الثلاثي: عمرو أديب، نجوى كرم وعلي جابر، نجوى
كرم اختيارها ممكن يكون مفهوم كمطربة ودارسة للموسيقى ولها جمهور كبير من المعجبين
وخبرة طويلة في المجال الفني، علي جابر ما كانش حد يعرف عنه أي حاجة قبل البرنامج
هو إعلامي لبناني واشتهر بعد الحلقات بأنه شبه الفنان مصطفى فهمي وواضح أن اختياره
كان علشان وسامته و”ألاطته” علشان يبقى البديل العربي لـ«Simon Cowell» المشهور بغلاسته على المتسابقين في النسخة الأمريكية من
البرنامج. إنما اختيار عمرو أديب هو اللي مش مفهوم، مش بعيد يكون منتجين البرنامج
اتخدعوا في عمرو أديب وتخيلوا أن كاريزمته الرهيبة هـ تشتغل بشكل إيجابي في
الحلقات، إنما اللي حصل أن عمرو نفسه واضح أنه نِفسه مسدودة وهو بـ يسجل الحلقات،
وزاد الطين بلة محاولته لتصنّع المرح واستخدام جملته الشهيرة “فلة شمعة
منورة” بسبب ومن غير سبب مما أتى بنتائج عكسية وزادت موجة النقد والاستياء
منه ومن ظهوره في البرنامج عمومًا، والأخطر من كده هو عدم قدرته على الحكم الاحترافي
على المواهب خصوصًا الغنائية والشعرية لأنه غير متخصص وبـ يحكم على الموضوع
بالعاطفة مما يقلل من مصداقية البرنامج وموضوعيته.

مشكلة ثانية في لجنة التحكيم هي محاولتها محاكاة النسخ
الغربية وتقليد حكامها في هزارهم وتعليقاتهم وحتى في تعبيرات وجههم وانفعالاتهم،
ونسيوا أن البرنامج معمول لجمهور عربي له ثقافة مختلفة وأسلوب مختلف في تلقي
الدعابات والتعليقات.

حتى المتسابقين ما كانوش على المستوى المطلوب، وواضح أن
لجنة تنقيح المواهب قبل ما تطلع على المسرح قصدت تظهر بعض المتسابقين الضعاف جدًا
فنيًا على سبيل الكوميديا، بس حتى ده ما كانش ظريف قوي لأن تعليقات الحكام ماكانتش
مضحكة أو خفيفة على المشاهدين.

بس وسط كل ده شفنا مواهب حقيقية ومش كلهم هواة، فيه منهم محترفين،
ومن أحسن الفقرات اللي اتقدمت وتعتبر مش مألوفة للمشاهد العربي فقرات السحر وفن
الخداع «Art of Illusion» وفن الكلام من البطن «Ventriloquist» وفرق الأكروبات وفرق موسيقى الشوارع «Marching Bands» والمواهب الخارقة للطبيعة، ده طبعًا بجانب بعض مواهب الغناء
والشعر اللي أبهرت الجمهور والحكام بس دي نادرة شوية.

ومن أفضل ما في البرنامج المبدع “عمرو قطامش”
الشاعر الحلمنتيشي، وهو بـ يقدم “one man show” هائل، بـ يلقي فيه شعر، بـ يغني، وبـ يرقص كمان.

بـ يقدم البرنامج مذيع ومذيعة هما قصي وريا. شخصياتهم
ظريفة ومتمكنين من شغلهم بس يؤخذ عليهم قول “أي كلام” أحيانًا في فقرة
كواليس البرنامج وهي جزء من شخصية البرنامج العالمية، بس هما لازم يضعوا في الاعتبار
النقطة اللي ذكرناها وهي ذوق المشاهد العربي.

البرنامج أسبوعي بـ يتذاع كل يوم جمعة على قناة mbc 4 الساعة 8 مساءً بتوقيت القاهرة، وبـ يُعاد بعدها بـ 4 ساعات،
والخميس اللي بعده الساعة 5 مساءً. التصوير والإخراج والمونتاج لا خلاف عليهم أنهم
أكثر من ممتازين، وده العادي من MBC، والتصوير كان في استوديوهاتها في بيروت.